لن يتمكن الشاب صبحي عفانة من الالتحاق بعمله في وقت قريب، فمصنع الإسفنج الذي كان يعمل فيه في المنطقة الصناعية شرقي مدينة بيت حانون، شمال قطاع غزة، أصبح أثراً بعد عين، بعد تدميره وحرقه من قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدوانها على القطاع.
وفوجئ عفانة بالاستهداف العنيف والمباشر للمصنع الذي يعمل فيه، إضافة إلى تدمير جميع المصانع في المنطقة الصناعية الحدودية، التي يعمل فيها آلاف العمال الفلسطينيين، الذين لا يملكون أي دخل آخر. يقول عفانة لـ"العربي الجديد": إن الاحتلال لم يقصف المصنع فحسب، بل قصف قوت أطفاله الصغار.
تعطل العمال
حال المواطن عفانة انسحب على باقي العمال الذين فقدوا عملهم بفعل العدوان الإسرائيلي، مما سينعكس سلباً على الواقع الاقتصادي المتدهور أصلاً في القطاع المحاصر، ويتوقع أن يشهد الفقر والبطالة ارتفاعاً إضافياً في غزة.
وقدّرت وزارة الاقتصاد وخبراء خسائر العدوان الإسرائيلي ما بين أربعة إلى ستة مليارات دولار، لكن هذه الأرقام بحاجة إلى مزيد من البحث والتقصي، والذي سيتم عقب إبرام اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
وساهم القصف الإسرائيلي في تدمير مئات المصانع والمنشآت الاقتصادية بشكل كامل، والتي تضم عشرات آلاف العمال، مما سيساهم وبشكل فعلي في مضاعفة نسبة البطالة وأعداد العاطلين عن العمل، كذلك سيساهم في زيادة التعقيدات في الواقع الاقتصادي الذي يعاني ترهلات كبيرة.
تدمير 1300 مشروع
ويقول رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال غزة، سامي العمصي "إن وضع العمال كان صعباً جداً في غزة، وإن نسبة البطالة وصلت قبل الحرب إلى خمسة وأربعين في المائة، في ظل وجود أكثر من مائة وسبعين ألف عاطل عن العمل نتيجة استمرار الحصار، وعدم دخول أي من المواد الأساسية التي تساهم في تشغيل العديد من المهن".
ويضيف لـ"العربي الجديد": إن ألفاً وثلاثمائة منشأة اقتصادية وصناعية تم تدميرها، وتحوي كل منشأة على ما يزيد على عشرين عاملاً، وهناك المصانع الكبيرة التي تضم المئات. وأوضح أن نسبة البطالة قد تصل بعد الحرب إلى أكثر من ستين في المائة، كما سيزداد عدد العاطلين عن العمل بشكل ملحوظ.
دخان الحرب
ويوضح العمصي، أن الوضع العمالي صعب في ظل الحرب، وأنه سيتم اكتشاف كوارث بشكل أكبر بعد انجلاء دخان الحرب، ويقول "لا يمكننا الآن الوصول إلى إحصاءات دقيقة فيما يتعلق بخسائر العمال، لكن بشكل مبدئي تفوق الخسائر مئات ملايين الدولارات".
ويؤكد أن العدوان الإسرائيلي أثر على جميع أطياف الشعب الفلسطيني في غزة، مبيناً أن تدمير المصانع والمنشآت الاقتصادية أفقد آلاف العمال قوت يومهم، في ظل انعدام البدائل، وتوقف مؤسسات عن دعم المتعطلين.
ويشير إلى أن الاتحاد العام يعمل على مشاريع عدة لدعم العمال في مختلف المحافظات، وأنه سيقوم بعد الحرب بتشكيل اللجان والفرق الخاصة بإحصاء الخسائر للمطالبة بتعويض العمال، من أجل توفير فرص عمل تمكنهم من إعالة عائلاتهم بعد العدوان.