عميد الأسرى الفلسطينيين كريم يونس...37 عاماً بسجون الاحتلال ووالدته تتسلح بالأمل
يدخل عميد الأسرى الفلسطينيين كريم يونس غداً 6 يناير/ كانون الثاني، عامه الـ37 وهو داخل أقبية سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعدما اعتقل عام 1983 وهو ابن 25 عاماً، خلال وجوده في محاضرة بجامعة بن غوريون في بئر السبع بالنقب، حين كان يدرس هندسة الماكينات.
ولد كريم يونس يوم 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 1958 في قرية عارة، وكانت محكمة الاحتلال قد حكمت عليه بالسجن المؤبد بتهمة "الانتماء إلى حركة فتح" المحظورة حينها، و"حيازة أسلحة بطريقة غير منظمة" و"قتل جندي إسرائيلي". وكانت المحكمة العسكرية في مدينة اللدّ قد أصدرت حكماً عليه بـ"الإعدام شنقاً"، وبعد شهر عادت وعدلت عن قرارها، وأصدرت حكماً بتخفيف العقوبة من الإعدام إلى السجن مدى الحياة.
أمّ كريم تعيش على أمل أن يعانق ولدها الحرية، وتقول لـ"العربي الجديد" بعدما زارته قبل أسبوع في سجن "هداريم": "الحمد لله رب العالمين وإن شاء الله يعانق ابني الحرية قريباً، زرته قبل أسبوع فوجدته مرتاحاً. عندما يراني متضايقة يحاول أن يهون عليّ قائلاً: لا "يما كثار نحن 11 ألف أسير هنا لا تقلقي"".
طيلة 36 عاماً تواظب والدة الأسير على زيارة ابنها البكر دون كلل أو تعب، وتوضح: "الحمد لله لم أنقطع عن زيارته يوماً، ولم أتعب من ذلك، بل تفرحني رؤيته، وحتى إخوته يزورنه، لا أحد يقصر معه، وكلنا شوق لموعد الإفراج عنه يوم 6 يناير/ كانون الثاني من عام 2023".
وتتذكر والدته سنوات طفولته ودراسته: "درس كريم الابتدائية في عارة، وأنهى دراسته الثانوية في مدرسة السيلزيان بالناصرة، التي كانت أفضل مؤسسة تعليمية آنذاك. وعندما أنهى دراسته عاد إلى هنا، غير أن ذاكرتي لا تسعفني في تذكر باقي المراحل".
وتوضح أمّ كريم أنّ ابنها كان محبوباً بين أصدقائه، وكان يمتاز بصفات القيادة منذ الطفولة، وكان يحب الرياضة.
أما شقيقه نديم يونس، فيتحدث عن صفات كريم قبل الأسر وبعده، قائلاً لـ"العربي الجديد": "كريم لديه عدة ألقاب، ومنها عميد الأسرى الذي اكتسبه من جراء سنوات اعتقاله الطويلة، كما أن لديه ألقاباً عدة، منها المعلم والقائد وجنرال الصبر".
ويوضح لـ"العربي الجديد": "عندما دخل شقيقي الأسر كان شاباً جامعياً مثقفاً، ومن نشطاء الحركات الاجتماعية في البلد، وعلى الرغم من عدد السنوات التي قضاها في الأسر، فإنني وفي كل مرة أزوره فيها، لا أرى سوى قوة شخصية وصلابة، وكأن الأسر لم ينل منه". ويشير إلى أن شقيقه كان صاحب مبادئ ومسؤولية لا فقط اتجاه عائلته، إنما كان يقوم بمبادرات اجتماعية وإنسانية كثيرة.
أما عن التضييقات الإضافية على الأسرى، التي أعلنها مؤخراً وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، فقد علق نديم يونس قائلاً: "نحن لا نريد أن ينادينا أحد للتضامن مع أسرانا، دائماً كانت الشرارة تنطلق من السجون دون توجيه من أحد".
وأضاف: "أعتقد أن الاحتلال شرع في جسّ النبض، من خلال بعض الممارسات ومصادرة حقوق الأسرى التي هي ضئيلة من الأصل، والملاحظ أن أردان ومجموعته وكل اليمين الإسرائيلي، يحاولون التلاعب بملف الأسرى وجعلهم الجسر الذي يعبرون منه، لكن الأسرى أكبر من ذلك بكثير، وهم واعون لهذه الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني، وأتمنى أن يقفوا يداً واحدة في وجه الاحتلال".
وتابع: "أنا على يقين بأن أسرانا أقوى بكثير من السجان ومن إدارة السجون، وقد أثبتوا من خلال معركة الأمعاء الخاوية وصمودهم أنهم قادرون على الانتصار، ونحن ندعمهم وكل القوى الوطنية والدينية والاجتماعية من خلفهم".