عملية برية أميركية جنوبي الموصل لمطاردة جيوب "داعش"

16 اغسطس 2019
قوات عراقية خاصة ترافق الجنود الأميركيين (طوماس كويس/فرانس برس)
+ الخط -

قالت القيادة الأميركية الوسطى إن جنودا أميركيين بدأوا مهمة عسكرية في محافظة نينوى، شمالي العراق، وذلك بعد يوم واحد من قرار لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ألغى فيه جميع تصاريح الطيران الممنوحة للعراقيين وغير العراقيين، سواء كانت استطلاعية أو قتالية.

وأوضحت القيادة الأميركية الوسطى، في بيان لها الخميس نقلته وسائل إعلام محلية عراقية، أن جنودا أميركيين من كتيبة المدفعية الثانية، ومن اللواء القتالي الأول في الفرقة 101 المحمولة جوا، يقومون بالتنسيق مع الحكومة العراقية بمهمة ضد مواقع لتنظيم "داعش" الإرهابي بالقرب من مطار القيارة (جنوب نينوى)، مبينة أن هذه الحملة تهدف إلى القضاء على خلايا التنظيم النائمة، وضمان الهزيمة الدائمة لـ"داعش".

وتحدّث ضابط برتبة مقدم في قيادة عمليات نينوى عن العملية الأميركية، التي قال إنها شملت قصفا مدفعيا استهدف مواقع مفترضة لجيوب في تلال القيارة القريبة من المطار، مبينا أن القوات الأميركية ترافقها قوات عراقية خاصة، و"المعلومات التي دعت إلى تنفيذ العملية هي وجود شخصيات بارزة أو خطرة بالتنظيم في تلك المناطق ذات التضاريس الصعبة".

ويأتي ذلك بعد يوم واحد من إعلان رئيس الوزراء العراقي إلغاء التصريحات الخاصة بالطيران في الأجواء العراقية، وفتح تحقيق موسع حول التفجير الذي ضرب معسكرا لفصيل مسلح على صلة بإيران جنوبي بغداد، بعد تصاعد المؤشرات إلى كونه ناجما عن "قصف جوي وليس حادثا عرضيا".

ولم يوضح بيان الحكومة العراقية، حتى الساعة، المقصود بإلغاء التصاريح الخاصة بالطيران، وما إذا كان يشمل مقاتلات التحالف الدولي، والأميركية منها على وجه التحديد أم لا، غير أن زعامات مليشياوية عراقية، أبرزها أبو آلاء الولائي، زعيم مليشيا "سيد الشهداء" المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، رحب، في بيان له صدر في ساعة متأخرة من ليلة أمس، بما وصفه بـ"استعادة السيادة على أجواء العراق، وحظر الطيران الأجنبي"، وهو ما لا يبدو واقعيا حتى الآن، إذ أن المقاتلات الأميركية شاركت في تغطية العملية الأميركية العراقية التي انطلقت قرب مطار البعاج، فجر الجمعة، جنوبي الموصل. 

ويرى الخبير العسكري فاضل التميمي أن مثل هذه العمليات "قد تتسبب في الإرباك أو حتى الحرج لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي"، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن القوات الأميركية أعلنت عن حملة عسكرية تشارك فيها قوة محمولة جوا، بعد يوم واحد من إلغاء رئيس الوزراء جميع تصاريح الطيران الأجنبي في الأجواء العراقية.



وأضاف التميمي أن "ذلك يعني أحد أمرين، إما أنه تحد لقرار عبد المهدي، أو أن القوات الأميركية حصلت على استثناءات"، مرجحا الاحتمال الثاني.

ويبذل تحالف "سائرون"، المدعوم من زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، جهودا برلمانية للتصويت على قانون "إخراج القوات الأميركية" من العراق. 

وقال عضو البرلمان عن التحالف، صادق السليطي، إن أكثر من 100 توقيع جمعت من نواب رافضين لبقاء القوات الأميركية، مؤكدا، خلال تصريح صحافي، أن اللجان البرلمانية المعنية، كلجنة الأمن والدفاع، والعلاقات الخارجية، والقانونية، ستشارك في إنضاج مشروع القانون قبل عرضه للتصويت في مجلس النواب.