عمال مساجد المغرب يطالبون الحكومة بتحسين أوضاعهم

30 مايو 2016
مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (GETTY)
+ الخط -



وجّهت رابطة أسرة المساجد بالمغرب ملفاً مطلبياً موحداً إلى رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، يطالبون فيه بتحسين الأوضاع المادية والمعنوية لأئمة المساجد والمؤذنين، كما وجهت رسائل إلى رؤساء الأحزاب لمناقشة الأمر تحت قبة البرلمان.

وأكدت رابطة أسرة المساجد، في الملف الذي وصل "العربي الجديد" نسخة منه، أن الوضع الحالي لعمال المساجد "القيم الديني" يقتضي الاستجابة الفورية لمطالبهم الاجتماعية، مبرزة أن المطالب تستوعب كل القيمين الدينيين المباشرين للعمل داخل المساجد، سواء تعلق الأمر بالمطالب المادية أو المعنوية.

واعتبرت الرابطة أن أوضاع الأئمة وبقية العاملين في المساجد تتدهور بسبب غلاء الأسعار في البلاد، وفي ظل الأداء المتواضع والتقليدي الذي يتسم به دور وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية المتعاقبة.
وانتقدت الرابطة "سنّ مجموعة من القوانين لانتزاع حقوق القيمين الدينيين المشروعة، من قبيل قوانين التعيين، ومحاربة الأمية، والعضوية في المجالس العلمية، وضعف المكافآت والمنح الخجولة، وتحويلها إلى وظائف رسمية لمتعددي الوظائف والمتقاعدين في القطاعات الأخرى".

وتابعت أنه تمت السيطرة على بعض المهام التي هي من بين صلاحياتهم في مساجد البلاد، ما جعل القيم الديني غير قادر على مواصلة عمله بالوسائل التقليدية وتحت الضغوط المتعددة، خاصة مع التغيرات العالمية، وظهور العديد من الأفكار الخطرة والهدامة.

وفي السياق، انتقد حسن أبو أيوب، إمام مسجد وعضو رابطة أسرة المساجد، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، الخطط والبرامج الإصلاحية في مجال المساجد، والتي وصفها بـ"الفاشلة"، ومنها مخطط محو الأمية، وتجربة المرشدين الدينيين، والتعليم العتيق.

وتساءل أبو أيوب عن جدوى عقد الندوات والمحاضرات، ودورات الإصلاح، في غياب إرادة حقيقية لإصلاح الشأن الديني بالمغرب، مضيفاً أنه يستحيل الحديث عن إصلاح المجال الديني في غياب العناية بالفاعلين الرئيسيين في عملية الإصلاح، وهم الإمام والخطيب والمؤذن والمنظف والمسجد.

ودعا الحكومة إلى الاعتناء بأحوال القيمين الدينيين، كخطوة أساسية لإصلاح الشأن الديني، ومحاربة الغلو والتطرف بين الشباب خاصة، باعتبار أن المسجد هو البوابة الأولى التي تخاطب عقول الشباب، وبإمكان الخطباء والوعاظ أن يحاربوا التطرف، لكنهم يحتاجون رعاية واهتماماً بأوضاعهم المعنوية والمادية.
وشددت رابطة أسرة المساجد على أنه "لا إصلاح دون تحسين الوضع المادي والمعنوي للفئات العاملة في المساجد، والتي غدت متردية بفعل ضعف المنح والمكافآت وانعدام الحوافز، فضلاً عن كون هذه الفئة تشتغل في ظروف وشروط سيئة، تفتقد إلى أبسط وسائل العمل".