طالب العشرات من العمّال الفلسطينيين في غزة، حكومة الوفاق الفلسطينية بالنظر إلى أوضاعهم المأساوية، التي تتفاقم يوماً بعد آخر نتيجة تعطلهم عن العمل، بسبب إغلاق الجانب الإسرائيلي للمعابر في وجههم وقطع أرزاقهم.
جاء ذلك خلال مشاركتهم في الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين أمام مجلس وزراء حكومة الوفاق الوطني، غرب مدينة غزة، اليوم الثلاثاء، للمطالبة بحقوق العمال وعائلاتهم التي وصلت إلى مراحل متقدمة من الفقر والحرمان.
وحمل المشاركون في الوقفة التضامنية لافتات تطالب بضرورة الإسراع في حل المشكلات التي تعصف بواقع العمال الفلسطينيين المتعطلين عن العمل منذ عام 2000، بسبب إغلاق المعابر، وزيادة طين واقعهم بلة بتشديد الحصار على القطاع، إضافة إلى علو حناجرهم بهتافات، كان أبرزها "يا حكومة الوفاق، حال العامل لا يطاق"، "يا أبو شهلا يا وزير، واقعنا واقع مرير".
وأكدّ رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال غزة، سامي العمصي، أنّ واقع العمال بلغ مراحل سيئة جداً، خاصة بعد أن وصلت نسبة الفقر إلى 70%، ونسبة البطالة إلى 55%، وتعطل نحو 200 ألف عامل فلسطيني عن العمل، في مختلف المهن والحرف.
وأضاف متسائلاً في كلمة ألقاها خلال الوقفة: "احتفل العالم قبل يومين بعيد العمال، بماذا سيحتفل عمال قطاع غزة؟ هل سيحتفلون بالفقر أم بالكوارث التي تحل عليهم نتيجة الحصار والتضييق وسوء الأحوال الاقتصادية والحرمان؟ ولمن يشكون حالهم بعد أن تخلت عنهم الحكومة والفصائل؟".
وأوضح العمصي أن العمال باتوا هدفاً رئيسياً من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل التضييق عليهم براً وبحراً، عبر تقليص مساحات الصيد، وملاحقة الصيادين والعمال، ومنع دخول مواد البناء الأساسية، إضافة الى حظر دخول الأخشاب ومادة الفيبر جلاس والمعدات المعدنية، وغيرها من المواد الأساسية التي تدخل في مختلف الحرف.
وأضاف العمصي: "مع كل هذا الواقع السيئ، تأمل العامل الفلسطيني خيراً في حكومة الوفاق الوطني، لكنها لم تقدم له شيئاً، بل أوقفت كل البرامج الخاصة بالأعمال المؤقتة"، مؤكداً في الوقت ذاته على ضرورة تمسك العمال بمطالبهم من أجل تحقيق حياة كريمة لهم ولعائلاتهم.
وأشار إلى ضرورة تفعيل صندوق التشغيل والحماية الاجتماعية المخصص للمشاريع الصغيرة والتشغيل المؤقت للعمال، مطالباً المجلس التشريعي بالالتفات إلى واقع العمال الفلسطينيين، والمساهمة في التخفيف عنهم، ودعا جمهورية مصر العربية بفتح معبر رفح للتخفيف من معاناة أهالي قطاع غزة.
وقال العامل محمود أبو غرقود، 46 عاماً، المشارك في الوقفة الاحتجاجية، لـ"العربي الجديد"، إنّ أوضاع عائلته باتت صعبة للغاية، وأنه يعتمد على الاستدانة لتوفير احتياجاته الأساسية، وأضاف: "لم نصل في حياتنا إلى هذا الحد من السوء، الذي تفاقم في السنوات الأخيرة".
ودعا أبو غرقود الحكومة الفلسطينية، وخاصة وزارة العمل، إلى إعادة برنامج التشغيل المؤقت الذي يخفف من وطأة الصعوبات التي يواجهها العمال، وأضاف: "على الفصائل الفلسطينية أيضاً مراعاة الأوضاع الصعبة التي نمر منها، والوقوف إلى جانبنا".