عمال على الرصيف

09 ابريل 2015
(عادل الشري/الأناضول)
+ الخط -

توقّف أحمد علي (46 عاماً) عن الذهاب إلى رصيف العُمّال (حراج العمال) الموجود في حي القاع وسط العاصمة صنعاء، والذي يجلس فيه كثير من عمال البناء حاملين أدواتهم المختلفة، بهدف عرض خدماتهم على المارة، علّهم يجدون أي عمل. بالنسبة إليه، لم يعد الأمر مجدياً. فأعمال البناء تراجعت بشكل كبير. يقول: "خلال الأسابيع الماضية، جلست على الرصيف لساعات طويلة من دون أن أوفق، حالي حال آلاف عمال البناء، ما جعلني أعود إلى قريتي الريفية".

يعمل علي في تركيب البلاط منذ سنوات طويلة، لكنه لم يشهد أزمة مماثلة في حياته منذ عام 1990. يضيف أن "الأزمة التي يمر بها اليمن اليوم تشبه إلى حد كبير ما حدث خلال حرب الخليج، عندما خرج ملايين اليمنيين من السعودية بعد غزو الكويت. في ذلك الوقت، بقينا من دون عمل لأشهر طويلة".

وأدت المواجهات المسلحة إلى تراجع الأعمال وزيادة نسبة البطالة، نظراً لتوقف كثير من الشركات والمؤسسات التجارية المحلية عن العمل، بالإضافة إلى مغادرة الشركات الأجنبية البلاد. أمر دفع كثيرا من الشباب، بحسب المتابعين، إلى حمل السلاح والانضمام للحركات المسلحة، بهدف تأمين المال والغذاء.
في السياق، تقول بعض التقارير الدولية إن معدّل البطالة في اليمن يعد الأعلى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتقدّر نسبتها بـ65 في المائة، علماً أنها مرجحة للازدياد بسبب الحرب.