علي مملوك..."الصندوق الأسود" لبشار الأسد في مهمة كسر عزلة النظام

24 ديسمبر 2018
يدير مملوك "مكتب الأمن القومي" (تويتر)
+ الخط -
يُعتبر علي مملوك رجل رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي يعتمد عليه لتنفيذ المهام السرية، والذي يُسمَح له عادة بالسفر خارج البلاد، في إطار عمليات دبلوماسية، رغم صدور عقوبات دولية ضده بسبب تورطه في جرائم حرب أثناء قمع انتفاضة الشعب السوري. وتهدف زيارات مملوك إلى كسر عزلة النظام، من خلال استغلال ملفّ المقاتلين الأجانب الذين انخرطوا في صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية.

التقى مملوك يوم الأحد رئيسَ جهاز المخابرات العامة المصري اللواء عباس كامل في مقر الجهاز بمنطقة كوبري القبة في القاهرة. وأعلن الجهاز، في بيان مقتضب، عن اللقاء، قائلا إنهما "بحثا مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك القضايا السياسية والأمنية وجهود مكافحة الإرهاب".

جاءت الزيارة بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس السوداني عمر البشير العاصمة السورية دمشق، كأول زيارة لرئيس عربي لبشار الأسد منذ اندلاع الثورة السورية في 2011، وقالت مصادر مصرية مقربة من دوائر صناعة القرار، لـ"العربي الجديد"، إن زيارة مملوك تضمنت تبادل رسائل وصفتها المصادر بـ"الإقليمية"، لافتة إلى أن "من بين ما جرى التباحث بشأنه البحث عن صيغة لإشراك النظام السوري في القمة العربية القادمة على مقعد سورية"، كما تضمن اللقاء، بحسب المصادر، "نقل رسائل سعودية إلى الأسد بشأن ترتيبات المرحلة المقبلة".

وأوضحت المصادر أن التحالف الرباعي، الذي يضم كلاً من مصر والسعودية والإمارات والبحرين، يرغب في توسيع قنوات الاتصالات مع النظام السوري، بادعاء تضييق مساحات التحركات الإيرانية في دمشق، لافتة في الوقت ذاته إلى أن "انفتاحاً سعودياً ستشهده المنطقة على الأزمة السورية".

يُعد مملوك أحد أهم أركان النظام السوري، ويشرف على سير عمل جميع الأجهزة الأمنية، حيث يمتلك معظم أسرار الاستخبارات وأفرع الأمن في سورية، كونه شغل سابقاً منصب مدير "إدارة أمن الدولة" بين عامي 2005 و2012، يلقب مملوك بأبي أيهم، وهو من مواليد دمشق 1946، البحصة، ويشغل حالياً منصب مدير "مكتب الأمن القومي"، وقد ظهر بعدة مناسبات مع رئيس النظام بشار الأسد، ويعتبر من أهم الأيادي الأمنية العنيفة التي استخدمها نظام الأسد خلال السنوات الماضية.


مملوك هو واحد من أكثر الضباط فتكاً بالمعارضين السوريين، وقد فرضت الإدارة الأميركية عليه بسبب ذلك عقوبات وحملته مسؤولية الانتهاكات في مجال حقوق الإنسان، ومنها استخدام العنف ضد المدنيين، وهو ما عاقبه عليه الاتحاد الأوروبي أيضاً، حيث أدرج اسمه ضمن قائمته للعقوبات لدوره في قمع المظاهرات في سورية.

وفي العام 2005، تولى مملوك رئاسة جهاز الاستخبارات العامة (أمن الدولة)، وأصبح منذ ذلك الحين الواجهة المخابراتية للنظام السوري، إذ أوكِلت إليه مهمة التنسيق مع أجهزة الاستخبارات العالمية، بما فيها الأميركية والأوروبية والإيرانية وبعض الأجهزة العربية، ما أتاح له المجال للإمساك بعدد كبير من ملفات النظام بين العامين 2011 و2018.

كان مديراً للاستخبارات العامة قبل أن يرأس ما يُسمى "مكتب الأمن القومي" الذي يشرف على الأجهزة الأمنية المتعددة، وتوضح منظمة "مع العدالة" السورية، وهي كما تعرف عن نفسها "منظمة غير ربحية تسعى إلى إحقاق مبدأ المساءلة ومنع الإفلات من العقاب لمجرمي الحرب ومنتهكي حقوق الإنسان"، أن مملوك، الذي يتحدر من لواء إسكندرون، "له تاريخ طويل في تأسيس القمع والمؤسسات الأمنية، ويعتبر الصندوق الأسود لأسرار النظام السوري".

وتشير المنظمة إلى أن السجل الجنائي لمملوك "يعود إلى ثمانينيات القرن الماضي"، موضحة أنه "كان أحد الضباط المشرفين على تجارب الأسلحة الكيميائية، بين العامين 1985 و1995، وعلى استخدامها ضد معتقلين سياسيين في سجن تدمر في الوحدة 417 التابعة للاستخبارات الجوية والواقعة بالقرب من استراحة الصفا في منطقة أبو الشامات بالبادية السورية، حيث تمّت تجربة الأسلحة الكيميائية على المعتقلين، ومن ثم تم محو آثار الجريمة عبر الطيران الحربي للمنطقة".

وتشير المنظمة إلى أن الأسد "كلف علي مملوك بمهمة قمع التظاهرات في العام 2011، نظراً لما يملكه من باع طويل في تقنيات القمع، كما أنيطت به مسؤولية قيادة غرفة العمليات في إدارة الاستخبارات العامة".