علي خضر محمد لاجئ سوري في إقليم كردستان العراق، يسعى جاهداً خلف أحلامه وتطلعاته. يقول لـ"العربي الجديد": "أنا من كرد سورية، تحديداً عفرين. عمري 21 عاماً، ومنذ كنت في سورية كنت من المتميزين والمتفوقين، وكانت الهواية المفضلة لديّ صيد السمك إذ كنت أذاكر خلال فترات الصيد، وأستمع إلى الموسيقى".
يتابع علي: "عندما كنا في سورية، كان لكلّ إنسان أهداف وأحلام وطموحات يجب أن يفكر بها. خرجت من سورية عام 2013 ووصلت إلى إقليم كردستان العراق، حيث استقبلنا الأهالي استقبالاً رائعاً وأكرموني مع أهلي. وفي كردستان بحثت عن عمل مميز، فكنت أول شخص يبيع الزهور في مدينة دهوك العزيزة على قلبي". يكمل: "وفّقت بهذا العمل، وتحدثت معي صحف ومجلات عدّة. كنت أبيع الزهور بعد ساعات الدراسة، إذ أدرس في الثانوية العامة بفرعها العلمي وأتعب كثيراً في البيع بعد المدرسة، لكن على الإنسان أن يصل إلى أهدافه".
علي ليس مجرد بائع زهور عادي: "أشتهر في مدينة دهوك وإقليم كردستان. العمل صعب لكنّ أصعب ما فيه نظرة الآخرين إليك، فالبعض ينظر إليك بإيجابية وغيره بسلبية. في كلّ الأحوال، لا أهتم بكلام الآخرين عني". يتابع حول مهنته وقيمتها عنده: "الحياة من دون حبّ لا تساوي شيئاً، والحبّ هو حب الأهل والأشقاء والأصدقاء. والزهور هي الرمز الحقيقي للسعادة، وعندما أبيعها فإنّني أبيع السعادة للعالم، وهو ما يجعلني أفتخر بنفسي أكثر".
عن حلمه في سورية، يقول علي: "كنت أحلم أن أكون قبطاناً بحرياً. أتخيل دائماً هذا الأمر وأحلم به، وبالأوضاع التي تغيرت في سورية. لكن، بالترافق مع الحرب وبالرغم منها، لا بدّ للإنسان من التفكير في المستقبل. لا بدّ من الاجتهاد لتحقيق شيء ما، وبالنسبة لي، أخطو خطواتي بالصبر، وبالفعل هذا ما يحقق نجاحي، إذ بدأت منذ مدة مشروع شركة للتجارة الإلكترونية. أفضل ما وجدت في التجارة الإلكترونية العمل المنزلي، وأنا متأكد أنني سأنجح وأحقق أحلامي وأهدافي".
يحلم علي بالسفر إلى بلدان عدّة، يعيش فيها حريته، ويقول: "أعتقد أنني من خلال عملي، بالرغم من بساطته، رفعت رأس أهلي ومنطقتي عفرين ورأس كلّ السوريين. نصيحتي لكلّ شخص في هذه الحياة أن يعيش كما يريد، لا ما يريده الناس. حاول أن تكون شخصاً إيجابياً. هذه النصيحة لكلّ شاب سوري وكلّ فتاة، فالظروف المأساوية في سورية مرّت على الجميع، لكن لا بدّ للإنسان من متابعة حياته وعيش أحلامه".