على مقهى في شارع الحرب

29 مارس 2015
+ الخط -
ـ غريبة، إنت مش كنت بتقول إنك عايز استقرار، بتأيد الحرب إزاي؟
ـ ما هي دي حرب من أجل الاستقرار.
ـ إزاي، مش فاهم؟
ـ يعني لما نحارب مع دول الخليج، ونقف معاها ضد إيران، أكيد ده هيساعدنا اقتصادياً.
ـ بس المفروض الجيش المصري يدافع عن حدود البلد بس، مش يدخل حروب بالوكالة عن أي حد.
ـ إحنا بنحمي مضيق باب المندب، مش دي حدودنا برضه.
ـ مع إني أشك إنك عارف وضع المضيق، ولا القواعد العسكرية الدولية اللي فيه، بس برضه هاسألك: نحمي المضيق من مين، هي مصر هتحارب مين أصلاً في اليمن؟
ـ الحوثيين عملاء إيران
ـ بتحاربهم ليه؟
ـ عشان شالوا الرئيس المنتخب، وعايزين يحكموا اليمن بالقوة؟
ـ وهو من إمتى إنت ضد إن بلد تتحكم بالقوة، وبعدين لما أردوغان وغيره اعترضوا على خلع مرسي، مش كنت بتطالب بعدم التدخل في شؤون مصر، مش اللي بيحصل في اليمن ده صراع داخلي برضه، والمفروض يتحل بين اليمنيين وبعضهم؟ لأن آخر حل لمشاكل شعب فقير، هو الحرب اللي هتزوده فقر وهموم.
ـ ده موضوع يخصنا زيهم، لإن إيران خطر على المنطقة هي وعملاءها.
ـ انت واخد بالك إنك متحالف في الحرب دي مع ناس كنت بتعاديهم لغاية امبارح ضد ناس كنت شايفهم حلفاءك لغاية امبارح؟
ـ وفيها إيه، المصالح بتتغير، وممكن إنت وعدوك تتصالحوا وتتحالفوا، لو في خطر بيهددكم سوا.
ـ بس إنت ضد أي مصالحة، تحت أي ظرف جوه مصر، وشايف إن الحل هو إبادة أي حد مختلف معاك، حتى لو كان ابن بلدك، يعني إنت مع المصالحة والحوار مع خصومك بره البلد بس، مش جوه البلد.
ـ باقولك إيه، ما توجعش دماغي من الآخر، أنا مع أي قرار السيسي يقول عليه.
ـ حتى لو هيضر بمصلحة البلد.
ـ استحالة السيسي يضر بمصلحة البلد.
ـ ده اللي اتقال أيام عبد الناصر، واتقتل حوالي 20 ألف جندي مصري في حرب اليمن.
ـ المرة دي ماحدش هيتقتل، اطلعوا منها إنتو بس يا خونة.
ـ خونة وعملاء لمين؟
ـ لتركيا وأمريكا وقطر اللي بيتآمروا على مصر.
ـ طب إنت إزاي تدخل حرب في نفس صف اللي بتقول إنهم بيتآمروا على مصر.
ـ لما تخلص الحرب دي ونطرد الحوثيين، هنحارب كل اللي بيتآمروا على مصر.
ـ مش هاسألك هتطردوا الحوثيين على فين، بس هاسألك: مش هتحاربوا إسرائيل؟
ـ مش من مصلحة مصر تنجر لحرب مع إسرائيل.
ـ أمال مصر بتنجر لحرب اليمن ليه وإزاي؟
ـ دي حرب جوية وبحرية ما فيهاش بر.
ـ طب افرض اتطلب منك تبعت قوات برية، هتعمل إيه؟
ـ بإذن الله، الموضوع هيتحل من غير حرب برية، وأكيد هيبقى في حل سياسي وحوار.
ـ حوار مع مين؟
ـ مع الحوثيين.
ـ اللي انت شايفهم عملاء إيران، طب ما تحاورهم من غير ما تحاربهم.
ـ أنا مش فاهم، إنت عايز إيه يعني، إنت مع مين وضد مين أصلا؟
ـ أنا ضد أي حروب، مش هيدفع تمنها غير الفقراء والغلابة، ومش هيكسب منها غير تجار السلاح والمستبدين، واللي بيخوضوا حروب بالوكالة عن غيرهم، أنا ضد إن الإنسان يبيع دماغه لأي حد، بإسم الدين أو الوطنية، وجايز ما أبقاش قادر أمنع حرب. لكن، مش هادافع عنها وهارفضها بصوتي، وده أقوى من أضعف الإيمان.
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.