إلى ذلك، قالت حركة أحرار الشام الإسلامية إن المحادثات، التي تستضيفها أنقرة، بشأن المشاركة في اجتماعات أستانة لا تزال مستمرة.
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال الناطق العسكري لحركة أحرار الشام، أبو يوسف المهاجر، تعليقاً على ذهابهم إلى أستانة: "لا يزال الأمر قيد المباحثات والمشاورات، ولا يمكننا أن نؤكد الذهاب من عدمه حتى الآن".
وكان قيادي في المعارضة السورية قد أكّد لـ"العربي الجديد" في وقت سابق، أن حركة أحرار الشّام تريد تثبيت وقف إطلاق النار قبل الذهاب إلى أستانة، ووقف الخروقات التي تقوم بها قوات النظام والمليشيات الإيرانية في الغوطة وادي بردى بريف دمشق تحديداً.
كما ذكرت مصادر، أنّ ممثلي وفود المعارضة المجتمعة في أنقرة اختارت محمد علوش، ليكون رئيساً لوفد المعارضة السورية في محادثات أستانة، ومن المتوقع أن يضم الوفد ممثلين عن الفصائل العسكرية والمعارضة السياسيّة.
وكانت فصائل من المعارضة السورية المسلحة وممثلين عن أطياف المعارضة السوريّة الأخرى، بدأوا في نقاشات حول الذهاب إلى أستانة مع الجانب التركي في أنقرة يوم الأربعاء الماضي.
ومن المقرر أن ينعقد مؤتمر أستانة يوم 23 من يناير/كانون الثاني الجاري، بحضور ممثلين عن النظام السوري برعاية روسيا وتركيا.
إلى ذلك، حمّلت الهيئات والفاعليات المدنية في وادي بردى الفصائل التي وافقت على حضور مفاوضات أستانة، ومن يقف وراءها، والدول الضامنة للاتفاق، مسؤولية كل قتيل سقط في الوادي، غرب العاصمة دمشق، بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشارت الهيئات، في بيان وصل "العربي الجديد" نسخة منه، إلى أنّها "كانت تأمل منهم موقفاً وطنياً يذكره لهم التاريخ بإعلانهم انهيار العملية السياسية وعدم توجههم إلى الأستانة، بسبب عدم التزام النظام السوري بوقف إطلاق النار، واستمرار حملته العسكرية على المنطقة، مدعوماً بـ"حزب الله" اللبناني".
وأكّد البيان على "استمرار أبناء المنطقة في مقاومة قوات النظام ومليشياته، والعمل على منع "حزب الله" من التحكم في مصادر مياه مدينة دمشق".
واعتبر البيان أنّ، "ذهاب الفصائل إلى مفاوضات "أستانة" هو ما كانت تنتظره إيران و"حزب الله"، لإكمال مخططهما الاستعماري في سورية".
ووافقت فصائل وهيئات سياسية سورية، في وقت سابق اليوم، على حضور مفاوضات أستانة.
وسبق أن طالبت هيئات مدنية بالمنطقة الفصائل العسكرية بعدم حضور المؤتمر، وإعلان انهيار العملية السياسية، نظراً لاستمرار حملة النظام على المنطقة.
وفي السياق ذاته، أوضح ناشطون وسياسيون من منطقة الزبداني أنّ "قوات النظام ومليشياتها مازالت مستمرة في هجمتها "البربرية" على وادي بردى، وقتلت مسؤول التفاوض، اللواء المتقاعد أحمد الغضبان، على الرغم من الاتفاق على وقف إطلاق النار، ودخول ورش الصيانة لنبع الفيجة، ما يضرب كل المساعي التي تهدف للبحث عن حل سياسي".
وأكّد الناشطون، في بيان، أنّ "الاستمرار في المفاوضات مع هذه الانتهاكات يظهر عبثية المساعي الباحثة عن حلول وفشل الروس في ضمان الاتفاق".