علم نفسك بنفسك.. عام من التربية والتعليم

26 أكتوبر 2015
مع انهيار النظم التعليمية أصبح التعليم الذاتي حلاً وضرورة(Getty)
+ الخط -
قد يسأل البعض لماذا علم نفسك بنفسك؟.. هل يعني العنوان أننا كفرنا كلية بالتعليم النظامي الذي تقدمه وتقننه الدول من خلال مسارات محددة تنتهي - في أغلب الحالات- بشهادة معتمدة تفتح أبواب سوق العمل والحياة الكريمة؟ 

الإجابة على السؤال ليست سهلة، وتكمن صعوبتها في صعوبة واقعنا الحياتي المعاش وتعقيداته، فجوانب العملية التعليمية ومحاورها متشابكة ومعقدة، ليس فقط من ناحية اختيار النظام التعليمي ونوعيته بل فيما هو أبعد من ذلك في العملية التعليمية، فهناك الجوانب النفسية والاجتماعية وهناك التداخلات السياسية المؤثرة على التنشئة وهناك الجوانب الاقتصادية...إلخ.

علم نفسك بنفسك، ما هو إلا استكمال لما سبقه من موضوعات تم تناولها في ملحق تربية وتعليم خلال عام مر سريعا منذ صدر عدده الورقي الأول، ومثل كل منها جزئية أو محوراً واصفاً لواقعنا المعاش سواء كان بداخل عالمنا العربي أو خارجه.

التعليم والعدالة
تناولنا في العدد الأول قضية "التعليم والعدالة الاجتماعية" لنلقي الضوء على حالة عدم التوازن الاقتصادية والسياسية والتي تصل في كثير من الأحيان لحالة من "الظلم البين" في توزيع حق التعليم، وحق الانتفاع بجودة التعليم "بين الأغنياء والفقراء، بين سكان الحضر وسكان الريف، بين الذكور والإناث، بين سكان العاصمة والمدن وسكان الأطراف، كلها أبعاد كان لها تأثيراتها النفسية والاجتماعية على جيل يصارع من أجل أحد أبرز حقوق الإنسان في هذا العصر "حق التعلم والمعرفة".

حاولنا في عددنا الثاني المساعدة في التحرك للأمام وعدم الاستسلام لهذا الوضع من خلال طرح عدد من الحلول والمبادرات الإبداعية التي ساهمت من وجهة نظرنا ولو بصورة متواضعة في تحريك ميزان العدالة شيئاً بسيطاً لصالح المهمشين والمحرومين، وعرضنا مجموعة من المبادرات غير التقليدية المتجاوزة للنظم المتعارف عليها في العديد من الأقاليم والبلدان لنسلط الضوء على نماذج مبتكرة للتعليم كما قفزت الموضوعات لتغطي المبادرات غير التقليدية المعتمدة على تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وجاءت في إطار الدروس المستفادة أو قصص النجاح التي تستحق الاحتفاء.

اقرأ أيضا:اختلال ميزان العدالة الاجتماعية في التعليم

علم نفسك بنفسك.. لما لا، بعد أن أصبح النزوح واللجوء هو الواقع المعاش لملايين الطلاب العرب من العراق إلى سورية ومن فلسطين إلى اليمن ومن ليبيا إلى السودان (كما تناولناه بالتفصيل في عددنا الرابع)، ولا يخفى على أحد أن مناطق الصراع هي مناطق طاردة لنور المعرفة وروح الإبداع والتفكير العلمي والتفكير المستقل، كما ألقينا الضوء في نفس العدد وتعرضنا لكيف استطاع بعض من اللاجئين والنازحين تعليم أنفسهم بأساليب نقف أمامها جميعاً خجلين من فرط تقصيرنا وقصر نظرتنا لقدراتنا الإنسانية.

علم نفسك بنفسك.. فالمناهج ترجع إلى الوراء، المناهج تسيطر عليها تصورات أحادية تمجد
السلطات الحاكمة وترسخ لأفكار وتوجهات أكل عليها الدهر وشرب، المناهج في مجملها لا تساعد على تنمية أو تطوير المهارات الحياتية الضرورية لمنازعة الحياة العصرية بكل ما فيها من تعقيدات ولا لمجابهة متطلبات سوق العمل الطاحنة ولا لمواكبة العصر المتسارع في خطواته نحو الإبداع اللامحدود.

علم نفسك بنفسك.. لأن الإمكانات العصرية والتطورات التقنية التي تحيط بنا لا تترك لك حجة للخمول أو التكاسل، تعلم كيف "تعلم نفسك بنفسك" باكتشاف النمط التعليمي الذي تنتمي إليه وبمعرفة الآليات والمهارات الضرورية لتنمية مهارات "التفكير العلمي والنقدي".
علم نفسك بنفسك.. دعوة لتحفيز القدرات الكامنة وتفجير الطاقات المهدورة.

اقرأ أيضا:تعليم الـ 3 ملايين رأس جاموس!
المساهمون