يجلس الفتى الفلسطيني علاء الدين كمال عزمي كمال (17 عاماً)، وهو من سكان مدينة البيرة (وسط الضفة الغربية)، في أحد صفوف جمعيّة "ياسمين" الخيريّة في المدينة، والتي تهتم برعاية ذوي الإعاقة الذهنية. هو أيضاً يعاني من إعاقة ذهنية. لكنّه في الجمعية يعزف على الطبلة، فيفرح هو وزملاؤه. وإن لم يكن محترفاً إلّا أنه يسعى إلى تقليد ألحان الأغنيات التي يحبّها، وينجح في معظم الأحيان.
في السياق، تقول مدرّسة علاء والمشرفة عليه في الجمعية، شفاء الشيخ إبراهيم، لـ"العربي الجديد"، إنها لاحظت تمتّعه بأذن موسيقيّة منذ التحاقه بالجمعية عام 2004. وبعد سنوات تدرّب على الطبلة وسط تشجيع من الجميع. تضيف: "بعدها، بات قادراً على العزف على الطبلة بمفرده، خصوصاً خلال الرحلات والمناسبات، وأحياناً في بعض النشاطات".
وجد علاء اهتماماً في الجمعية، على غرار بقية الأطفال. بدأ يكتب الأرقام من 1 إلى 10، هو الذي يهوى الأرقام والأشكال والحروف. ويبدو أنه يستجيب بشكل جيّد، وقد بات قادراً على شراء ما يحتاجه من الدكان.
موهبة علاء أعادت الأمل إلى والدته، والتي تجد في ذلك تعويضاً كون ابنها يعاني من تأخّر في النمو العقلي منذ نحو 15 عاماً، إثر سقوطه عن شرفة منزله في مدينة البيرة. قبل 11 عاماً رأى علاء أحد أشقائه وهو يعزف على الطبلة في المنزل، فصار يقلّده، وبدأ يدقّ على الأبواب والخزائن، وأصبحت موهبته تظهر أكثر فأكثر، وبات في حاجة إلى اهتمام أكبر. هذا ما تقوله والدته سلوى كمال لـ "العربي الجديد"، والتي تعمل مدرسة لغة عربية.
دائماً ما تشجّع سلوى ابنها علاء، والذي يتقن أيضاً الألعاب الإلكترونية، على العزف على غرار بقية أشقائه. تقول: "على الرغم من حزني على ابني آمل أن يجد اهتماماً أكبر"، وهو ما يأمله مدرّسوه.
في مدخل الجمعيّة، علّقت إدارة الجمعيّة لوحة كبيرة كتب عليها: "إلى أمي الحبيبة... أنا زائر من الجنة"، كرسالة للأهالي بعدم الإحباط، إذ إن الحياة حقّ لأي طفل. تقول مديرة الجمعيّة وفاء الشيخ لـ "العربي الجديد" إن الجمعيّة تأسّست بداية على أن يتركّز عملها على احتضان الأطفال، ثم تطوّرت وبدأت الاستعانة بمدرسين لتعليمهم ومساعدتهم على الاعتماد على أنفسهم وتطوير مواهبهم.
اقــرأ أيضاً
تلفت الشيخ إلى أن البيئة والمجتمع قد يعيقان اندماج هؤلاء الأطفال، على الرغم من المساعدة التي تقدّمها لهم الجمعية. وتشمل المعوّقات الظروف المادية أو الخوف أو عدم تقبّل المجتمع لهم. من جهة أخرى، لدى بعض الأهالي مشكلة في التعاطي مع أبنائهم المعوقين.
تحاول جمعية "ياسمين" اكتشاف مواهب الفتية والأطفال وتطويرها من خلال تحويلهم إلى متخصّصين. ومن خلال النشاطات المختلفة لاحظت أن بعضهم يتمتّع بمواهب في الرسم أو الموسيقى أو الرقص أو الأشغال اليدوية أو الطبخ أو صناعة العطور أو صناعة الصابون والشمع (خصوصاً الأصغر سناً). هذه النشاطات، بحسب مديرة الجمعية، تساعد على اكتشاف المواهب والعمل على تطويرها، حتى يتمكن هؤلاء الأطفال من الاعتماد على أنفسهم.
تضم "ياسمين" حالياً نحو 100 تلميذ موزّعين على 12 صفاً تأهيلياً بحسب قدرات الأطفال. وفي مراحل متقدمة، يفرّق بين الذكور والإناث، علماً أن هناك متابعة جيدة لهم من قبل متخصصين. ووصل عدد الأطفال الذين استفادوا مما تقدّمه الجمعية منذ أنشئت في عام 2002 وحتى الآن إلى نحو 250 لديهم إعاقات عقلية، وتراوح أعمارهم ما بين عام و12 عاماً، بعضهم يعاني من متلازمة داون أو إعاقات ذهنية أخرى أو شلل دماغي، بمستويات مختلفة. في الوقت الحالي، ينتظر نحو 600 على قائمة الانتظار، علماً أن لدى الجمعية معايير معينة لقبول التلاميذ ودمجهم.
كذلك، تعمل جمعية ياسمين الخيرية، والتي يعمل فيها 35 موظفاً بين إداري ومدرّس متخصص، على تجهيز مبنى جديد لها في مدينة البيرة وبتقنيات حديثة، ما يساعد على تقديم خدمات أفضل للأطفال. ويتألّف المبنى الجديد من أربعة طوابق، وتبلغ مساحة كل طابق 750 متراً. وتحصل الجمعية على الدعم من المجتمع المحلي، هي التي تتبنّى شعار حق الأطفال المعوقين في الحياة. بالتالي، يجب الاهتمام بهم بشكل أكبر، والعمل على دمجهم في المجتمع، بالإضافة إلى العمل مع المحيط لتقبّلهم والتفاعل معهم، ما يحقّق الاندماج ويجعلهم أكثر ثقة بأنفسهم، ويساعدهم على التقدّم.
اقــرأ أيضاً
في السياق، تقول مدرّسة علاء والمشرفة عليه في الجمعية، شفاء الشيخ إبراهيم، لـ"العربي الجديد"، إنها لاحظت تمتّعه بأذن موسيقيّة منذ التحاقه بالجمعية عام 2004. وبعد سنوات تدرّب على الطبلة وسط تشجيع من الجميع. تضيف: "بعدها، بات قادراً على العزف على الطبلة بمفرده، خصوصاً خلال الرحلات والمناسبات، وأحياناً في بعض النشاطات".
وجد علاء اهتماماً في الجمعية، على غرار بقية الأطفال. بدأ يكتب الأرقام من 1 إلى 10، هو الذي يهوى الأرقام والأشكال والحروف. ويبدو أنه يستجيب بشكل جيّد، وقد بات قادراً على شراء ما يحتاجه من الدكان.
موهبة علاء أعادت الأمل إلى والدته، والتي تجد في ذلك تعويضاً كون ابنها يعاني من تأخّر في النمو العقلي منذ نحو 15 عاماً، إثر سقوطه عن شرفة منزله في مدينة البيرة. قبل 11 عاماً رأى علاء أحد أشقائه وهو يعزف على الطبلة في المنزل، فصار يقلّده، وبدأ يدقّ على الأبواب والخزائن، وأصبحت موهبته تظهر أكثر فأكثر، وبات في حاجة إلى اهتمام أكبر. هذا ما تقوله والدته سلوى كمال لـ "العربي الجديد"، والتي تعمل مدرسة لغة عربية.
دائماً ما تشجّع سلوى ابنها علاء، والذي يتقن أيضاً الألعاب الإلكترونية، على العزف على غرار بقية أشقائه. تقول: "على الرغم من حزني على ابني آمل أن يجد اهتماماً أكبر"، وهو ما يأمله مدرّسوه.
في مدخل الجمعيّة، علّقت إدارة الجمعيّة لوحة كبيرة كتب عليها: "إلى أمي الحبيبة... أنا زائر من الجنة"، كرسالة للأهالي بعدم الإحباط، إذ إن الحياة حقّ لأي طفل. تقول مديرة الجمعيّة وفاء الشيخ لـ "العربي الجديد" إن الجمعيّة تأسّست بداية على أن يتركّز عملها على احتضان الأطفال، ثم تطوّرت وبدأت الاستعانة بمدرسين لتعليمهم ومساعدتهم على الاعتماد على أنفسهم وتطوير مواهبهم.
تلفت الشيخ إلى أن البيئة والمجتمع قد يعيقان اندماج هؤلاء الأطفال، على الرغم من المساعدة التي تقدّمها لهم الجمعية. وتشمل المعوّقات الظروف المادية أو الخوف أو عدم تقبّل المجتمع لهم. من جهة أخرى، لدى بعض الأهالي مشكلة في التعاطي مع أبنائهم المعوقين.
تحاول جمعية "ياسمين" اكتشاف مواهب الفتية والأطفال وتطويرها من خلال تحويلهم إلى متخصّصين. ومن خلال النشاطات المختلفة لاحظت أن بعضهم يتمتّع بمواهب في الرسم أو الموسيقى أو الرقص أو الأشغال اليدوية أو الطبخ أو صناعة العطور أو صناعة الصابون والشمع (خصوصاً الأصغر سناً). هذه النشاطات، بحسب مديرة الجمعية، تساعد على اكتشاف المواهب والعمل على تطويرها، حتى يتمكن هؤلاء الأطفال من الاعتماد على أنفسهم.
تضم "ياسمين" حالياً نحو 100 تلميذ موزّعين على 12 صفاً تأهيلياً بحسب قدرات الأطفال. وفي مراحل متقدمة، يفرّق بين الذكور والإناث، علماً أن هناك متابعة جيدة لهم من قبل متخصصين. ووصل عدد الأطفال الذين استفادوا مما تقدّمه الجمعية منذ أنشئت في عام 2002 وحتى الآن إلى نحو 250 لديهم إعاقات عقلية، وتراوح أعمارهم ما بين عام و12 عاماً، بعضهم يعاني من متلازمة داون أو إعاقات ذهنية أخرى أو شلل دماغي، بمستويات مختلفة. في الوقت الحالي، ينتظر نحو 600 على قائمة الانتظار، علماً أن لدى الجمعية معايير معينة لقبول التلاميذ ودمجهم.
كذلك، تعمل جمعية ياسمين الخيرية، والتي يعمل فيها 35 موظفاً بين إداري ومدرّس متخصص، على تجهيز مبنى جديد لها في مدينة البيرة وبتقنيات حديثة، ما يساعد على تقديم خدمات أفضل للأطفال. ويتألّف المبنى الجديد من أربعة طوابق، وتبلغ مساحة كل طابق 750 متراً. وتحصل الجمعية على الدعم من المجتمع المحلي، هي التي تتبنّى شعار حق الأطفال المعوقين في الحياة. بالتالي، يجب الاهتمام بهم بشكل أكبر، والعمل على دمجهم في المجتمع، بالإضافة إلى العمل مع المحيط لتقبّلهم والتفاعل معهم، ما يحقّق الاندماج ويجعلهم أكثر ثقة بأنفسهم، ويساعدهم على التقدّم.