عقيلة صالح يزور الجزائر الأحد لتبرير التدخّل المصري في ليبيا

17 يوليو 2020
يسعى صالح إلى إقناع الجزائر بأهمية التحرك المصري لتسليح القبائل (العربي الجديد)
+ الخط -

كشفت مصادر دبلوماسية لـ"العربي الجديد" أن رئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح سيزور الجزائر بداية الأسبوع المقبل، بطلب منه في ثاني زيارة له خلال شهر واحد، وذلك لبحث تطورات الأزمة الليبية ومناقشتها، والنظر في إمكانية تنفيذ خطة تقترحها الجزائر بشأن عقد مؤتمر للحل السياسي في ليبيا، يضم مجموع الأطراف الليبية برعاية دولية على ضوء مخرجات مؤتمر برلين.

ويلتقي عقيلة صالح الذي يصل مساء غدٍ السبت، كلاًّ من رئيس البرلمان سليمان شنين ووزير الخارجية صبري بوقادوم يوم الأحد المقبل، قبل أن يلتقي الرئيس عبد المجيد تبون لبحث راهن الأزمة الليبية، على ضوء التطورات الأخيرة. ويعتزم صالح تقديم عرض للمبررات التي دفعت بمجلس النواب والقبائل إلى طلب التدخل المصري في منطقة شرقي ليبيا، للمسؤولين الجزائريين، خصوصا في ظل مساعي مصر لعسكرة القبائل، في أعقاب اجتماع السيسي الخميس الماضي مع من يوصفون بأنهم أعيان القبائل الليبية، الأمر الذي يثير قلقاً بالغاً لدى الجزائر.

وشرح مصدر دبلوماسي جزائري لـ"العربي الجديد" دوافع قلق الجزائر من خطوة تسليح القبائل، قائلاً إن ذلك سيعقّد الأزمة ويدفع بعنصر عسكرة جديد، يؤزّم الوضع أكثر ويفتح باب الاقتتال الداخلي أكثر مما هو عليه الآن، فضلا عن أنه ليس من المضمون عدم انتقال كميات الأسلحة التي تدخل إلى أيدي مجموعات مسلحة وإرهابية في منطقة الساحل، خاصة وأن المناطق التي تسيطر عليها القبائل تمتد إلى الجنوب في منطقتَي غات وغدامس وغيرها من المناطق الحيوية بالنسبة للأمن الجزائري، وأي تغيير للقواعد والفاعلين فيها سيهدد الأمن القومي للجزائر.

وترفض الجزائر بشكل قاطع الخطوة المصرية، وتعترض على المسعى المصري لتسليح القبائل.

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد حذّر، في الرابع من يوليو/تموز الجاري، مما وصفها مخاطر تسليح القبائل الليبية، وتحويل ليبيا إلى صومال جديد.

وقال تبون في مقابلة مع قناة فرنسية، إن "القبائل الليبية تحلّت بالحكمة حتى الآن، ولكن إذا حملت السلاح للدفاع عن نفسها أو تم تسليحها فقد يحوّل ذلك ليبيا إلى صومال جديد والبلاد إلى ملاذ للإرهابيين".

وبخلاف ذلك، تفضّل الجزائر الاعتماد على القبائل، وتفعيل دورها كناظم مجتمعي يساعد في صياغة الحل السياسي في ليبيا وإنفاذه، وتقترح الجزائر إشراك الشعب الليبي عبر تنظيماته بما فيها القبائل، "للتوافق على تشكيل مؤسسات انتقالية تتولى تنظيم انتخابات لجمعية وطنية، يتم من خلالها انتخاب رئيس ونائبين وتشكيل حكومة جديدة وصياغة دستور جديد"، وستتم مناقشة هذه الصيغة للحل السياسي خلال زيارة عقيلة صالح إلى الجزائر، كما سيتم النظر في إمكانية تنفيذ ذلك برعاية دولية تسبقها ندوة ليبية-ليبية (مؤتمر ليبي ليبي) تقترح الجزائر استضافتها، بسبب موقفها المتوازن بين الأطراف الليبية كلها.

وذكر وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم الأسبوع الماضي أن "الحل الذي نريد عرضه والذي يبدو مقبولاً من طرف الليبيين على اختلافهم، سيحفظ بكل تأكيد المصلحة الشرعية لكل الأطراف المعنية في ليبيا، ويبعث رسالة أمل إلى الشعب الليبي".

وتحدث بوقادوم عن مشروع مؤتمر يجري التشاور بشأنه لحل الأزمة الليبية، وقال خلال اجتماع وزاري افتراضي لمجلس الأمن عقد الأربعاء قبل الماضي إن "الندوة المقبلة لتسوية النزاع بين الليبيين ينُتظر منها أن تساعد بشكل شامل الليبيين كلهم في تحديد مصير بلدهم، ورسم الملامح دون تدخلات أو انتشار للأسلحة والمليشيات". ويسعى وزير الخارجية الجزائري إلى إقناع روسيا، الطرف الفاعل في الأزمة الليبية بالمقترح الجزائري عندما يزور موسكو في 22 يوليو/تموز الجاري.

وتأتي هذه الزيارة لعقيلة صالح بعد زيارة سابقة تمت يوم 13 يونيو/حزيران الماضي، رافقه فيها رئيس ديوانه عبد الله المصري ورئيس ما يُعرف بجهاز المخابرات العامة اللواء مصطفى المقرعن واللواء عون الفرجاني رئيس هيئة القضاء والسيطرة، وسعى صالح خلال تلك الزيارة إلى إقناع الجانب الجزائري بأن المبادرة التي كان قد أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل شهر في القاهرة للحل السياسي في ليبيا؛ مبادرة ليبية بالأساس، لكن الجزائر كانت قد أعلنت رفضها المبادرة بسبب طابعها الانفرادي.