لا تزال تداعيات الأحداث التي شهدتها مباراة فريقي اتحاد العاصمة الجزائري والقوة الجوية العراقي، في إياب دور الـ32 من مسابقة البطولة العربية للأندية لكرة القدم والتي جرت على ملعب عمر حمادي في العاصمة الجزائرية، تصنع الحدث على المستوى العربي، وسط أنباء عن تسليط عقوبات مغلطة بحق الفريقين من طرف لجنة الانضباط والأخلاق التابعة للاتحاد العربي للعبة، منظم البطولة.
وكان النادي العراقي قد رفض إكمال المباراة التي جرت مساء الأحد، وتحديداً عند الدقيقة الـ72 من زمن الشوط الثاني، بعد احتجاجه على هتافات جماهير الاتحاد التي وصفها بالاستفزازية، بعد تغني أنصار الاتحاد باسم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الأمر الذي قوبل بالرفض من مسؤولي الفريق العراقي.
وانسحب لاعبو الفريق العراقي من أرض الملعب، بعد أن كان فريق اتحاد العاصمة متفوقاً بهدفين نظيفين، إذ افتتح ربيع مفتاح التسجيل لأصحاب الأرض عند الدقيقة التاسعة والثلاثين، وأضاف مدافع الصقور سعد ناجي هدفاً آخر في مرمى فريقه مع نهاية الشوط الأول عن طريق الخطأ.
وأنهى الحكم الدولي الإماراتي، محمد عبد الله، المباراة بفوز أصحاب الأرض بهدفين نظيفين، وبذلك تأهل فريق اتحاد العاصمة إلى دور الـ16، بفوزه بمجموع المباراتين، حيث كان قد حقق الفوز أيضا في كربلاء ذهاباً بهدف نظيف. وتنص لوائح الانضباط والأخلاق بالبطولة العربية على عقوبات مغلظة سواء بالنسبة للفريق المستضيف أو الفريق الزائر.
وبحسب المادة التاسعة، الجزء الرابع، البند السادس في الصفحة 24، يعاقب النادي المستضيف إذا قامت جماهيره أو أي من مسؤوليه أو الجهاز الفني أو اللاعبين بارتكاب مخالفات داخل الملعب والمدرجات وخارجه، حيث تورط الفريق الجزائري في بعض منها، وهي: استخدام قنابل الدخان والمفرقعات والألعاب النارية، ارتكاب أي فعل من شأنه عرقلة سير المباراة، الخروج عن الروح الرياضية أو ارتكاب أي ممارسات أو رفع شعارات عنصرية أو أي سلوك فيه ازدراء أو القيام بأعمال عنصرية.
ويستلزم ذلك تسليط عقوبات، وهي: لفت النظر، إنذار مع غرامة مالية متصاعدة من 100 ألف دولار أميركي إلى 500 ألف دولار أميركي، لعب مباراتين دون جمهور، نقل مباراتين رسميتين خارج أرض الفريق المستضيف مع تحمل تكاليف الإقامة والمصاريف، وتحمل أي أضرار تلحق بالاتحاد العربي أو الشركة الراعية، ويمكن رفع الأمر إلى "فيفا".
وبالنسبة للفريق الزائر، تنص المادة التاسعة، الجزء الثالث، في البندين الرابع والخامس بالصفحات 18 و19 و20، على أن العقوبات التي تطاول أي فريق ينسحب من مباراة تتمثل في: شطب النتائج وغرامة بمليون دولار أميركي، إضافة إلى تعويضات قد تطلبها الشركة الراعية، ويجوز للجنة الانضباط والأخلاق توقيع عقوبة مالية إضافية كتعويض للشركة الراعية والشركة الناقلة إذا ما ثبت حدوث أضرار.
كما يعاقب كل من فرض على فريقه الانسحاب من المباراة وترتب على ذلك انسحاب الفريق فعلياً بواحدة من العقوبات التالية: الإنذار، غرامة لا تزيد عن 20 ألف دولار، المنع من دخول الملعب لعدد من المباريات مع فريقه لا تزيد عن 6 مباريات، وفي حال تخلف المدرب أو مساعده عن المؤتمر الصحافي فتسلط عليه غرامة 5 آلاف دولار أميركي.
وينتظر أن تعقد اللجنة المنظمة للبطولة اجتماعا طارئا، كي تدرس هذه الواقعة المؤسفة، كما ستجتمع لجنة الانضباط والأخلاق في وقت لاحق لدراسة هذه القضية واتخاذ القرارات المناسبة بعد أن تستحصل على تقارير المباراة من الحكم الرئيسي ومحافظ المباراة وكذا المستندات والوثائق التي سيقدمها طرفا المباراة.