أفادت بيانات طرحت خلال اجتماع طبي، السبت أن عقار "زالكوري" الذي تنتجه شركة فايزر للمستحضرات الدوائية ويعالج مرضى سرطان الرئة ممن يعانون من طفرات وراثية معينة أثبت فاعلية من خلال إحداث ضمور بالأورام حتى مع أولئك الذين يقاسون من صورة نادرة من هذا المرض.
وقال الباحثون إنه خلال الدراسة التي شملت 50 من مرضى سرطان الرئة من النوع ذي الخلايا غير الصغيرة أسفر العلاج بعقار زالكوري عن ضمور ملموس لدى 36 منهم بنسبة 72 في المئة كما أنه أدى إلى وقف نمو هذه الأورام لدى تسعة مرضى آخرين.
وأجيز عقار زالكوري لعلاج المرضى الذين يعانون من طفرة في جين يعرف باسم (ايه ال كيه) مع ضرورة إجراء اختبار مقترن بالعلاج لتحديد من يعانون من هذه الطفرة ممن يمثلون 4 في المئة من مرضى سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة.
ويعتقد أن واحدا إلى اثنين في المئة من مرضى هذا النوع من السرطان يحملون هذه الطفرة الجينية التي تنجم عن التحام جينين عادة ما يكونان منفصلين.
وقالت إليس شو كبيرة الباحثين في هذه الدراسة وهي من مركز علاج الأورام بمستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن في بيان "إنها الدراسة التأكيدية الأولى لتحديد مدى فاعلية العقار في مجموعة كبيرة من مرضى سرطان الرئة ممن يحملون الجين المتطفر وتؤكد الدراسة أن هذا الجين يصلح كي يكون هدفا علاجيا في هؤلاء المرضى".
وقال الباحثون إن متوسط مدة الاستجابة لهذا العقار -الذي يؤخذ عن طريق الفم مرتين يوميا- يبلغ 17 شهرا وإن نصف عدد المرضى لا يزالون يتلقون العلاج دون ظهور شواهد على زيادة انتشار الورم.
وقالت شو "إن الشفاء التام لمن يتلقون العقار ممن يعانون من الجين المتطفر طويل نسبيا كما يبدو أن المقاومة للعلاج تظهر في وقت أطول في المتوسط عما نشاهده مع علاجات موجهة أخرى لسرطان الرئة أو سرطان الخلايا الصبغية (ميلانوما)".
وطرحت نتائج هذه الدراسة في اجتماع الجمعية الاوروبية لعلاج الاورام في مدريد ونشرتها دورية (نيو انجلند جورنال اوف ميديسن).
وأدى التقدم في أدوات وآليات التشخيص وفهم الوراثة البشرية الى تمكين الاطباء من تحديد المرضى الذين يعانون من هذا الجين المتطفر.
ولم يحصل عقار زالكوري على ترخيص باستخدامه لمرضى يحملون هذا الجين. وتشير التقديرات الى ان 1.5 مليون شخص في العالم يصابون بسرطان الرئة من النوع ذي الخلايا غير الصغيرة كل عام.