عطا جبر: مقاومة الاحتلال بالكاميرا

27 فبراير 2015
طفلة معوقة سعيدة (العربي الجديد)
+ الخط -


يلتقط المصوّر المقدسي الفلسطيني عطا جبر صوره بخفة، إذ رسمت الكاميرا حياته بآلاف الصور، وكل صورة مرتبطة بالوطن والأرض والقضية، بالإضافة إلى عمله التطوعي في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بصفة ضابط إسعاف متقدم في سيارات الإسعاف لخدمة المجتمع الفلسطيني ومساعدة كل من يحتاج.

يبلغ جبر من العمر 25 عاماً، وعلى الرغم من صغر سنّه، إلّا أنّ في جعبته الآلاف من الصور التي توثق حياة الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وخصوصاً حياة المقدسيين، ومواجهاتهم اليومية للاحتلال الذي يحاول تهويد مدينتهم.

خلال زيارته المخيمات الفلسطينية في لبنان، قال جبر لـ"العربي الجديد": "بدأت رحلتي مع التصوير منذ خمس سنوات، أي مع بداية دراستي الجامعية في تخصص إدارة الأعمال، وكان التصوير بالنسبة لي مجرّد هواية".

ويتابع: "بدايتي في التصوير كانت من خلال كاميرا رقمية صغيرة جداً، كنت أستعيرها من أخي لالتقاط بعض الصور. وبدأ نشاطي عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تغطية الأحداث التي تحصل في مدينة القدس بالصورة. ثم بدأت بجمع مبلغ مالي من مصروفي الخاص، واشتريت كاميرا رقمية صغيرة للاستمرار بالتصوير، إلى أن قدّمت لي وكالة أنباء محلية كاميرا رقمية، لأقوم بتغطية الأحداث مقابل مبلغ مالي رمزي".

وبعد سنتين من العمل، اشترى جبر كاميرته الرقميّة التي لطالما حلم بها، وبدأ مسيرته في فن التصوير، والاحترافية في التقاط الصور، والتعلّم المستمر من خلال الكتب والمواقع التي تختص هذه المهنة. كما أنّ عدداً كبيراً من الزملاء المصورين كانوا ينصحونه دائماً ويتعلم منهم بشكل دائم.

يقول جابر: "على الرغم من الصعوبات في فلسطين وصعوبة أن تقوم بتصوير كل ما يحلو لك بسبب الاحتلال الإسرائيلي، إلّا أنّي كنت أوثّق عدداً كبيراً جداً من الانتهاكات الإسرائيلية، وتغطية الأحداث التي تحصل بفلسطين من دون وجود مؤسسة رسمية تحميني، وكان كل هذا على عاتقي الخاص. ويكمن الهدف منه في الاستمرار بنقل معاناة شعبي وخصوصاً في القدس المحتلة.

ويؤكد أنّ المصوّر هو إنسان فنان وشاعر وكاتب وناقد في الوقت نفسه. كما أنّه مزيج متناغم بين الطبيعة البشرية والإحساس، وبين المعدّات وقدرته على المزج بين العنصرين، لتكون صوره محط أنظار الجميع، وهنا تكمن احترافية المصور، "فكم من مصور بمعدات بسيطة استطاع الحصول على صور قوية بعناصرها التكوينية كافة، والرسالة التي تحملها".
ويلفت إلى أنّ التصوير علم وفن لا يمكن أن نلمّ به في سنوات قليلة، "ولكن أستطيع القول إنّي كنت راضياً عن صوري بعد عامين من المثابرة، إذ أصبحت تتفوق على صور الكثيرين، وأستطيع أن أنافس بها محلياً وعالمياً.


وقد حصلت على المرتبة الأولى في جائزة فلسطين الدولية للتصوير الفوتوغرافي من خلال مشاركتي بصورة تحت عنوان "الطريق إلى القدس"، كما حصلت على الجائزة الثانية في مسابقة الاتحاد الأوروبي حول الطفل، وكان لي معارض خاصة في اليونان والأردن وقطر، ومعرض في ثلاث جامعات تركية.
دلالات
المساهمون