عصام الحضري.. سدّ مصر العالي

08 يونيو 2018
+ الخط -
وجوده في مكانه يثير قلق المهاجمين ويريح المدافعين. واثق من نفسه إلى درجة الغرور. قائد بالفطرة. شخصيته قوية وكذلك بنيته الجسدية؛ إنه الحارس المصري وقائد المنتخب عصام الحضري، الذي برغم وصوله إلى سن 45 عاماً، لم ييأس، وحقق حلمه باللعب في كأس العالم.

نشأته
ولد عصام الدين كمال الحضري عام 1973 في مدينة دمياط المصرية. بدأ ولعه بكرة القدم، في عمر ستة أعوام في قرية كفر بطيخ، حيث كان يعدّ المهاجم الأكثر تميزًا في شوارع قريته مع أصدقائه وأقربائه الأكبر منه سناً.

وقف في مكان حارس المرمى اضطرارياً، وكانت تلك هي نقطة الانطلاق التي شكلت حياته المهنية مستقبلاً، حيث أصبح الحارس الأساسي للفريق الصغير بسبب بسالته وجسارته أثناء دفاعه عن عرينه.
 وأصبح الحضري يهتم بمتابعة حراس المرمى ويشاهدهم كيف يلعبون عبر شاشات التلفزة، ويقلّد حركاتهم أثناء التدريبات والمباريات التي كان يلعبها، ما ساهم في نجاحه بالدور الجديد الذي أعجبه وأحبه.

أراد والد الحضري من ابنه أن يقف عند هذا الحدّ، ويلتفت إلى دراسته التي أهملها عصام. ولكنه كان عنيداً، ما دفع والده إلى حرمانه من النقود، وحرق ملابسه حتى يعدل عن فكرة لعب كرة القدم ويتخرج من الجامعة.

سيطرت كرة القدم على أحلام الفتى الذي لم يستسلم، وانضم إلى المدرسة الزراعية في مدينته، لأن لديها أفضل فريق بين المدارس الثانوية. وأصبح عصام أفضل حارس مرمى في دوري المدارس الثانوية، ما أدى إلى انضمامه إلى فريق شباب دمياط دون سن الـ21 عاماً.

مسيرته نحو الاحتراف

حاول والد عصام ثنيه عن عالم كرة القدم، وطالبه بأن يتفرّغ لدراسته، وألا يذهب إلى تمارين النادي، بل رفض إعطاءه أجرة التنقلات بين قريته والمدينة، حيث يقع النادي، والتي تبعد قرابة 7 كيلومترات عن منزله. إلا أن عصام بقي متشبثاً بحلمه. وأصبح يركض يومياً تلك المسافة باعتبارها تدريباً يومياً. التزام عصام الحضري التام بالتدريبات لفت انتباه مدرب فريق دمياط الأول. وسرعان ما ضمه إلى تشكيلة اللاعبين ليصبح الحارس الرئيسي لدمياط في دوري الدرجة الثانية في مصر.

تعتبر نقطة الانطلاق الحقيقية لعصام، لعبه مع فريق دمياط في الدرجة الأولى، بعد النجاح في الوصول إليه في موسم 1993 /1994، وهي الفترة التي ضمه فيها مدرب المنتخب الوطني آنذاك الهولندي راوتر إلى الفراعنة.

ولفتت موهبة عصام الحضري أنظار الأندية المصرية خصوصاً الأهلي، إذ استدعى أسطورة النادي ورئيسه آنذاك صالح سليم، عصام وسأله إن كان يريد اللعب في القلعة الحمراء، فأجابه على الفور بأنه مستعد، ووقع العقد في نفس الجلسة ليخلف الحضري الحارس الشهير أحمد شوبير، ويصبح الحارس الأول للنادي على مرّ سنوات.


وأراد الحضري الخروج من الأهلي، وسافر إلى سويسرا ليوقع مع نادي سيون في عام 2008 دون موافقة نادي الأهلي، الذي لم يكن يريد التخلي عنه. ليوقع بعدها الحارس المصري العملاق عقده مع نادي الإسماعيلي في 2009، وينتقل بعدها إلى نادي المريخ السوداني في عام 2011؛ قبل أن يستقر الآن مع نادي التعاون السعودي.

وعلى الصعيد المنتخب الوطني المصري، يعتبر الحضري أحد الحراس القلة الذين سطروا تاريخهم مع منتخبات بلادهم، ولقب بالسدّ العالي نظراً للإنجازات التي قدّمها لوطنه.

إنجازاته

حصد عصام الحضري عشرات الجوائز مع الأندية التي لعب معها، ومع منتخب بلاده الذي مثله في المحافل الدولية. حقق مع نادي الأهلي المصري 8 بطولات، وأربعة ألقاب في كأس مصر، ومثلها في كأس السوبر المصري. كما أحرز 4 بطولات في دوري أبطال أفريقيا.

أما مع النادي السويسري فتوج عصام الحضري مع نادي سيون بلقب الدوري السويسري لكرة القدم في موسم 2008 /2009.

وفي نادي المريخ حقق معه لقب الدوري السوداني الممتاز لكرة القدم وكأس السودان في 2011 /2012. وعلى المستوى الدولي حقق أربعة ألقاب مع المنتخب المصري في كأس الأمم الأفريقية في أعوام (1998 -2006 - 2008 -2010).

ويستعد الآن للمشاركة مع منتخب بلاده في كأس العالم في روسيا بعد مساهمته في تأهل بلاده إلى البطولة التي يتمنى أن يشارك فيها كل لاعب كرة قدم.



قالوا عنه

الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، قال عنه: "عصام الحضري فرعون مصر الخالد"

وقال عنه الاتحاد الأفريقي لكرة القدم: "الجندي القديم لا يموت أبداً".

أما الحارس الأسطوري لمنتخب إسبانيا إيكر كاسياس، فقال عنه: "يجب أن نقف ونصفق لعصام الحضري".

أسطورة ساحل العاج دروغبا، قال عنه "أفضل حارس مرمى واجهته في حياتي الكروية".

المساهمون