يأتي ذلك فيما تتواصل المعارك بين مقاتلي الفصائل وقوات النظام في إدلب وريف حلب، حيث تحاول الأخيرة التقدم في المنطقتين، لتصبح على بعد كيلومترات قليلة من سراقب، هدفها التالي بعد معرة النعمان، فيما تجابَه بمقاومة أقوى في ريفي حلب الجنوبي والغربي.
وقال مراسل "العربي الجديد" إن الطائرات الحربية الروسية شنت غارات على المستشفى في مدينة أريحا، ما أدى إلى مقتل 10 مدنيين، بينهم خمس نساء وطفل، وإصابة نحو 40 آخرين، بينهم مدير المشفى وممرض، في حصيلة غير نهائية. مشيرا إلى أن استهداف المستشفى أدى إلى خروجه عن الخدمة بشكل كامل، وخلّف دمارا كبيرا فيه وفي الأبنية المحيطة.
وتشهد مدينة أريحا كارثة إنسانية كبيرة، حيث تعجز فرق الدفاع المدني عن القيام بعمليات الإنقاذ والإسعاف اللازمة، خاصة في ظل استمرار القصف الشديد.
وقبل ساعات، ارتكب الطيران الروسي مجزرة أخرى بحق المدنيين في سوق ومسجد بلدة كفر، حيث قتل 10 أشخاص أيضا، فيما أصيب 17 آخرون.
ميدانياً، تتواصل الاشتباكات العنيفة بين الفصائل وقوات النظام على محوري الصحفيين غرب مدينة حلب والقراصي بريفها الجنوبي، حيث تشن الأخيرة هجمات متوالية بغية تحقيق تقدم في المنطقة. وقال مراسل "العربي الجديد" إن قوات النظام تكبدت قتلى وجرحى على محوري القراصي والحميرة بريف حلب الجنوبي، إثر تصدي الفصائل لمحاولة تقدم من جانب قوات النظام. فيما أعلنت الفصائل أنها صدت ست محاولات تقدم أخرى على محور الصحفيين في ريف حلب الغربي، وأنها تمكنت من استعادة بعض المناطق غرب حلب، جراء هجمات معاكسة شنتها خلال الساعات الأخيرة، منها منطقة تلة الهندسة وجمعية الصحفيين غرب حلب، في ظل معارك كر وفر تشهدها المنطقة.
وفي محافظة إدلب، واصلت قوات النظام محاولات التقدم باتجاه مدينة سراقب شمالي معرة النعمان التي سيطرت عليها، يوم أمس، مقتربة مسافة نحو 5 كيلومترات من المدينة. فيما أعدمت قوات النظام رجلا عجوزا من أهالي مدينة معرة النعمان، وأحرقت جثته. وقال ناشطون إن عناصر النظام أعدموا ميدانيا الحاج أحمد الجفال، البالغ 65 عاما، من أبناء مدينة معرة النعمان بعد دخول أحيائها، حيث رفض الأخير، الذي يعتبر أحد أفقر أبناء المدينة، الخروج منها.
وكانت قوات النظام أعلنت، أمس الأربعاء، سيطرتها على 20 بلدة وقرية في ريف إدلب، من ضمنها مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، إحدى أهم مدن المحافظة.
في سياق متصل، بحث رئيس الأركان التركي، يشار غولار، مع نظيره الروسي فاليري غيراسيموف، التطورات الأخيرة في مدينة إدلب، بحسب بيان صادر عن رئاسة الأركان التركية، الخميس، أوضحت فيه أن غولار أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي.
وأضافت أن غولار وغيراسيموف تباحثا حول التطورات الأخيرة في مدينة إدلب، وفق ما نقلته وكالة "الأناضول".
إلى ذلك، اتفقت "هيئة تحرير الشام" وحركة "نور الدين الزنكي"، المنضوية ضمن "الجيش الوطني"، على عبور مقاتلي الحركة إلى جبهات القتال في ريف حلب الغربي.
وجاء الاتفاق بعد اجتماع ضم قياديين من الجانبين إلى جانب قياديين من "الجبهة الوطنية للتحرير"، أمس الأربعاء، جرى خلاله الاتفاق على تشكيل غرفة عمليات مشتركة تضم مقاتلي ريف حلب الغربي الموجودين في الريف الشمالي، بحسب مصادر عسكرية.
وتتولى الغرفة المشتركة مهمة تقديم السلاح الثقيل والخفيف للمقاتلين الذين سيتوجهون إلى جبهات القتال اعتبارا من اليوم، بحسب المصادر.
ويأتي الاتفاق بعد مطالبة مقاتلين من أبناء ريف حلب الغربي، ضمن "حركة الزنكي" وفصائل أخرى، بالسماح لهم بالوصول إلى جبهات القتال مع قوات النظام السوري، بعد رفض "تحرير الشام" السماح بمرورهم من ريف حلب الشمالي، لكن الأخيرة نفت اعتراضها طريق المقاتلين.
من جهة أخرى، تظاهر العشرات، الليلة الماضية، في مدينة الأتارب في ريف حلب، وحمّلوا القوات التركية و"هيئة تحرير الشام" مسؤولية تقدّم النظام في ريفي إدلب وحلب.
وجاب المتظاهرون شوارع المدينة غرب حلب، رافعين علم الثورة، ورددوا هتافات ضد "هيئة تحرير الشام" والقوات التركية.