بالونات بيضاء وأخرى من ألوان مختلفة ملأت سماء مدينة ساو باولو البرازيليّة، قبيل العام الجديد. تنظر الفتاة الصغيرة إلى السماء الملوّنة وتبتسم. هي ابتسامة أشبه بضحكة. البالونات التي تطير في الجوّ وألوانها تبهج قلبها الصغير. هي لا تدرك بعد ماذا يعني وداع عام واستقبال آخر، وماذا يعني أن نحمّل الآتي كلّ ما حرمنا منه الذي يمضي، غير أنّها فرحة بذلك المشهد.
غير بعيد عنها، أناس آخرون، صغار وكبار، لم تلتقطهم عدسة المصوّر. هؤلاء راحوا ينظرون كذلك إلى البالونات التي غطّت السماء التي اختفت زرقتها في هذا اليوم. قد يكون لون السماء قد انخطف، لتَظهر بوضوح الألوان الأخرى التي تخلّلتها في هذا اليوم. ينظرون إليها ويتمنّون عاماً أبيض خيّراً مثل تلك البيضاء، وملوّناً بالسعادة والنجاح والحبّ مثل تلك التي اختلفت ألوانها ما بين أصفر وأحمر وأزرق وأخضر وبنفسجيّ.
وتلك البالونات التي أطلقتها غرفة التجارة في البرازيل، هي بالونات تتحلّل بطريقة حيويّة حفاظاً على البيئة. غرفة التجارة حرصت على ذلك بهدف التخفيف من حدّة التلوّث، أو بالأحرى بهدف عدم زيادة تلك الحدّة.
تلك البالونات تتحلّل حيوياً. عسى الأمنيات التي أطلقها هؤلاء المتفرّجين عليها بمناسبة حلول 2018، لا تتبدّد مثلها خلال العام الذي لم يعد يفصلنا عن بدايته سوى يوم واحد. إنّه يوم واحد، لا غير، ذلك الذي يفصلنا عن مرحلة جديدة نأمل أن تكون بيضاء وبألوان مبهجة.
(العربي الجديد)