ﻻ يمكن تفسير حالة تجاهل حزب النور "السلفي"، خلال عمليات تشكيل التكتلات البرلمانية داخل مجلس النواب، وتحديداً من ائتلاف "دعم الدولة المصرية"، إلا في إطار انتهاء دوره بالنسبة للنظام الحالي برئاسة عبد الفتاح السيسي.
وأكد الأمين العام لحزب النور جلال مرة لـ"العربي الجديد"، استثناءهم من جميع مشاورات تشكيل التكتلات البرلمانية، ودعوات الالتحاق بها.
وشارك الحزب في الانقلاب على الرئيس المعزول محمد مرسي، بحضور اجتماع عدد من القوى السياسية مع وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي، قبل أن يتولى الحكم منتصف العام الماضي.
وظل حزب النور يحتل مكانة قريبة من السيسي، حتى إنه الحزب الوحيد الذي التقاه منفرداً وبشكل سري خلال حملته لانتخابات الرئاسة.
وفضّل السيسي أن يبقى حزب النور في صدارة المشهد السياسي، لمواجهة الاتهامات التي توجّه له باضطهاد "التيار الإسلامي".
ولكن المعطيات الجديدة، تظهر أن دور الحزب قد انتهى بالنسبة للنظام الحالي، خاصة مع تجاهله في الدخول في قائمة النظام "في حب مصر" خلال انتخابات مجلس النواب، فضلاً عن عدم التواصل معه للدخول في ائتلاف "دعم الدولة".
اقرأ أيضاً: مصر: صباحي يواجه السيسي بمشروع جبهة معارضة "للإنقاذ"
وقال الأمين العام للحزب جلال مرة، إن الحزب لم ترده أي اتصالات من القائمين على ائتلاف "دعم الدولة" أو غيره للانضمام لأي تكتل برلماني تحت القبة.
وأضاف مرة لـ"العربي الجديد"، أن الحزب سيعمل في المجلس لدعم الدولة في كل شيء، حتى مع عدم الدخول في أي ائتلاف برلماني.
من جانبه، صرح النائب عن حزب النور أحمد الشريف لـ"العربي الجديد" بأن الحزب سيعمل داخل مجلس النواب لصالح الدولة، ومستعد للتعاون مع أي تيار أو فصيل أو حزب لدعم قرارات وقوانين تصب في صالح المواطن.
وأكد الشريف ، أن الحزب ليس لديه موقف عدائي أو مسبق بالإيجاب أو السلب من أحد داخل المجلس، ولكن المهم العمل لدعم الدولة في هذا الوقت الحرج الذي تمر به، وخاصة الأزمات الاقتصادية، وغيرها.
وعن مسألة عدم التشاور مع الحزب في مسألة الائتلافات، يذهب المتحدث ذاته، إلى أن هذا موقف طبيعي في ضوء الاختلافات الأيديولوجية، ولكن هذا سيتغير مع الاحتكاك داخل جلسات المجلس، وبيان أن الحزب لا يسعى إلا للصالح العام، على حد قوله.
إلى ذلك اعتبر الخبير السياسي محمد عز، أن دور حزب النور انتهى بالنسبة للنظام الحالي خلال الفترة الحالية، بعد أداء "دور المحلل" لعدم توجيه اتهامات بأن السيسي يستهدف "التيار الإسلامي".
وقال عز لـ"العربي الجديد"، إن الحزب أدى دوره في تجميل شكل النظام الحالي داخلياً وإقليماً ودولياً، باعتبار أن النظام لا يضطهد كل ما هو "إسلامي"، ولكن على العكس يُبقي من ليس له أفكار هدامة، بحسب ما يرى السيسي.
ويشير الخبير المصري، إلى أن الحزب فقد مصداقيته مع تصاعد نبرات الانتقاد الموجهة للانتخابات. وأوضح "ليس من الطبيعي أن تشارك في العملية الانتخابية ثم تأتي لتتحدث عن خروقات، وأنها الأسوأ في تاريخ الحياة النيابية المصرية، وفقاً لتصريحات يونس مخيون".
اقرأ أيضاً: مصر: تضارب الأنباء حول إقالة الناطق باسم جماعة الاخوان