في أول تسجيل له عقب إعلان السلطات العراقية مقتله، هاجم نائب الرئيس العراقي السابق، عزة الدوري، تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وأثنى على عملية "عاصفة الحزم"، فيما اعتبر أن ما يجري بالعراق هو "احتلال فارسي بغطاء ديني ضيق".
وقال الدوري، في خطاب صوتي بثته فضائية التغيير العراقية، ظهر اليوم الجمعة، وقد بدا على صوته الإرهاق وهو يتحدث على ما يبدو لمجموعة من الحاضرين "أرحب بكم كثيراً، وأؤكد في هذا اللقاء أن الذي يجري في بلدنا اليوم هو احتلال فارسي مباشر وشامل مغلف بغلاف ديني طائفي بغيض".
وأضاف الدوري، "حتى وإن كان هناك من العملاء للصفويين من كان فيه خير للعراق، فهو اليوم قد نُحي جانباً، وكان في بعض عناوين التيار الصدري وعلى رأسهم السيد مقتدى الصدر، يملك فرصة التحدث بنوع من الحرية والآن انتهت الفرصة، وكان بالمجلس الأعلى بعض العناوين فيها خير أو فيها بعض الخير، وعلى رأسهم عمار الحكيم، ورموز أخرى لا اسميها خوفاً عليها من إيران، كانوا يمتلكون فرصة .. الآن انتهى كل شيء، ووضع الجميع تحت الخيمة الإيرانية الحديدية، ولا يمكن لأحد أن يعبر عن رأيه ومعتقده خلاف ما تريده إيران".
وتابع الدوري، "قبل أيام قامت المليشيات الصفوية باحتلال النخيب رغم أنها أمينة وغير مهددة من أحد، وأنتم تعلمون أن النخيب جزء من الأنبار، وتمثل موقعاً ستراتيجياً بالنسبة لإيران داخل العراق، ومن أهداف احتلال النخيب التي تريدها إيران هو فتح جبهة مع السعودية، ومن هذه الأهداف التواصل مع جبهة سورية ولبنان بعد إغلاق جبهة الشمال". وتوجه الدوري إلى "شعبنا بالأنبار وكربلاء والنجف"، كي "يتصدوا بقوة وكل من موقعه لهذا المخطط الفارسي الصفوي الإجرامي الهادف لابتلاع العراق"، مؤكداً أن "المسيطر على العملية السياسية برمتها هي إيران ومن فيلق القدس مباشرة".
اقرأ أيضاً: "جثة" عزة الدوري تعود لراعي أغنام
ومضى الدوري قائلاً، إن "عشرات المليشيات مثل بدر والعصائب وأهل الباطل (الحق) وحزب الله أدوات إيرانية، ولا يوجد حشد شعبي إطلاقاً فقد ألبسوا تلك المليشيات لبوس الحشد الشعبي بفتوى من السيستاني ... وهم يقتلون الشيعة والسنة والمسيحيين وكل من يقف بوجههم ومعركتنا مصير العراق والأمة تمثل وكل العالم الإسلامي ... معركتنا اليوم معركة وطنية بامتياز".
وفيما يتعلق بـ"داعش"، قال الدوري: "بسبب التطبيل والتزييف الإعلامي حاولوا أن يصوروا أن خطابنا السابق هو خطاب مبايعة للدولة الإسلامية، وأن الحزب أصبح داعش وداعش أصبح الحزب"، وأضاف: "رغم تقاطعنا معه من حيث العقيدة إلى الفكر والخطوة التي نخطوها في الميدان، حتى وإن أردنا اللقاء معهم فهم لا يقبلون، لأنهم يكفرون البعث، ويحتجزون منذ عشرة أشهر ثلث أعضاء البعث، وعدد من ضباط الجيش السابق بالموصل، لكن الذي أقوله للحقيقة فإن ما قتله داعش لا يساوي واحد بالمية من ما قتلته المليشيات"،
ودعا الدوري الولايات المتحدة إلى "تصحيح ما فعلته من جرائم بحق العراق"، واعتبر رفض تسليح العشائر السنية إرادة ايرانية.
وحول "عاصفة الحزم"، قال الدوري "أحيي قائد عاصفة الحزم، وعاصفة الحزم رغم أن موقفهم جميعاً لا يساوي واحد بالمائة مما نقدمه نحن للمملكة والخليج لصد المشروع الصفوي".
ويعتبر خطاب الدوري دليلًا على عدم صحة إعلان السلطات العراقية مقتله، في تأكيد لانفراد "العربي الجديد"، من دون وسائل الإعلام الأخرى بنشر تفاصيل تؤكد أن الدوري لم يقتل، وأنه حي داخل العراق.
ومما يؤكد توقيت التسجيل تناول الدوري موضوع النخيب الذي حصل بعد أسبوعين من إعلان السلطات العراقية مقتل الرجل في بلدة قرب تكريت.
اقرأ أيضاً: السلطات العراقية تعلن مقتل عزت الدوري