عريضة الـ"إندبندنت" لاستفتاء ثانٍ على "بريكست" تنال دعم 380 ألف شخص

30 يوليو 2018
ثلثا الطلاب البريطانيين يدعمون الاستفتاء(ألبرتو بيزالي/Getty)
+ الخط -

وصل عدد الموقعين على عريضة أطلقتها صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية، تطالب فيها باستفتاء على الصفقة النهائية لـ"بريكست"، إلى نحو 380 ألف شخص بحلول ظهر اليوم الاثنين، وذلك بعد أقل من أربعة أيام على إطلاقها.

وتأتي هذه العريضة ضمن جهود أطلقتها جهات بريطانية عدة، ترى في الاستفتاء على صفقة "بريكست" النهائية، مخرجاً من المأزق التفاوضي الحالي، وتنال دعم عدد من السياسيين البريطانيين من مختلف الأحزاب البريطانية، ومن الجانبين المؤيد لـ"بريكست" والمعارض له.

وتشمل الشخصيات السياسية المؤيدة لحملة الاستفتاء على الصفقة النهائية قياديين في الأحزاب البريطانية، مثل جستين غريننغ، الوزيرة السابقة عن حزب المحافظين، وطوني بلير، رئيس

الوزراء السابق عن حزب العمال، وفنس كابل، زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار، وكارولين لوكاس، زعيمة حزب الخضر.

كما كشف استطلاع جديد للرأي عن أن ثلثي الطلاب البريطانيين يدعمون إجراء استفتاء نهائي على "بريكست"، خاصة أنه خلال العامين الماضيين، أصبح لأكثر من 1.4 مليون من اليافعين في بريطانيا حق التصويت، وهو أكثر من هامش 1.26 مليون صوت الذي حقق النصر لحملة "بريكست". ولا يعني ذلك بالضرورة قلب الموازين لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي، ولكن يبقى الرأي في أن لهؤلاء الحق في المشاركة باتخاذ قرارات تؤثر على مستقبلهم.

وتتزامن هذه الجهود مع فشل رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في تجاوز المعارضة الأوروبية لـ"خطة تشيكرز"، بعدما رفضها رئيس الوفد الأوروبي المفاوض، ميشيل بارنييه، إضافة إلى دعم الزعماء الأوروبيين لموقف الوفد الأوروبي، وفشل بريطانيا في زرع الفرقة بين صفوفهم. كما ينتظر أن يقوم البرلمان الأوروبي يوم الجمعة المقبل برفض خطة التفاوض البريطانية أيضاً، ما لم تشمل حلاً واضحاً لمعضلة الحدود الأيرلندية.

ورغم التحذيرات المتكررة منذ صدور "خطة تشيكرز" من احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون صفقة، وخاصة المخاوف من نقص المواد الغذائية والطبية من الأسواق البريطانية نتيجة اختلاف القواعد الجمركية بين الطرفين، خرج وزير التجارة الدولية ليام فوكس ليقول إن خيار عدم الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي أفضل من تأجيل موعد "بريكست"، وهي الخطوة التي وصفها بأنها "خيانة تامة" للناخبين.

وفي وجه هذا التعنت من قبل متطرفي "بريكست"، تقدمت "ذا إندبندنت" البريطانية بدعم موضوع الاستفتاء على الصفقة النهائية مهما كانت، مدعومة بالعريضة الإلكترونية.

وأعربت غريننغ، في مقال نشرته في الصحيفة في معرض دعمها للحملة، عن اعتقادها بأن "وضع القرار النهائي حول بريكست في يد الشعب البريطاني هو الطريق الوحيد لانسداد الطريق البرلماني، والطريق الصحيح لاتخاذ القرار حول مستقبل بلدنا... ولهذا فإن حملة "ذا إندبندنت" ضرورية جداً وتنال دعمي، ويجب على أي شخص يتفق معي أن يدعمها".

وتقول إدارة تحرير الصحيفة، في تبرير دعمها لهذه الحملة "إننا نطلق حملة القول الفصل، لندعم حق الشعب البريطاني في اتخاذ القرار الأهم حول صفقة بريكست. مهما يكن الآتي في الأشهر المقبلة، نحتفظ بالتزامنا لقرائنا بالحفاظ على التوازن وعرض كافة وجهات النظر. ولكن في هذا الموضوع، فإننا نعتقد أن الاستفتاء على الصفقة النهائية هو الخيار الصواب".

وتعزو الصحيفة هذا القرار إلى ثلاث نقاط، أولها هي فقدان الجمهور البريطاني الثقة في سياسييه، والعملية التفاوضية الحالية، سواء كانت تيريزا ماي أم الحكومة أم البرلمان. فالمقاربة الفوضوية لـ"بريكست" قد تسببت بانقسامات حزبية واستقالات وخلافات عميقة، وذلك من دون أي تقدم يذكر في القضايا التي تهم المواطنين.


أما النقطة الثانية، فهي في حق الشارع البريطاني في إنهاء ما بدأه عام 2016 عندما صوت لصالح "بريكست"، وذلك في اختيار شكل البريكست الذي يرغبون. وأخيراً، تؤكد "ذا إندبندنت" على أن الكثير قد تكشف منذ عام 2016 عن طبيعة المزاعم التي تقدمت بها الحملتان حول "بريكست"، والوعود التي تبددت خلال المفاوضات. وبالتالي فإن الاستفتاء النهائي سيكون مبنياً على الحقائق لا الوعود الخيالية.

 

دلالات