عروسان فلسطينيان يلجأان إلى"فيسبوك" لحل مشكلتهما

08 يناير 2015
عن مواقع التواصل
+ الخط -
لم يشفع الرابط المقدس بين الفتاة داليا شراب، (32 عاماً)، من قطاع غزة، وخطيبها راشد فضة، (35 عاماً)، من مدينة نابلس، بالضفة الغربية، عند الحدود والحواجز الاسرائيلية التي فصلت بين روحيهما منذ عقد قرانهما قبل ثلاث سنوات، وقفت خلالها قوانين الاحتلال عقبة في طريقهما.

معاناة داليا تفاقمت بعد فشل كل المحاولات، التي يمكن أن تمكنها من الالتقاء بعريسها راشد، الذي حاول كذلك كل ما يمكنه من لمّ شمله بعروسه، مما دفعهما إلى إطلاق حملة إلكترونية "وصّل العروس للعريس يا رئيس" في مناشدة منهما للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لمساعدتهما على إتمام مراسم زفافهما الذي تأخر ثلاث سنوات.

قصة الشابين بدأت عندما شاركت الناشطة، داليا شراب، من مدينة خان يونس جنوب القطاع، في فعالية "التبادل الشبابي العربي الفلسطيني على أرض فلسطين"، والتي هدفت إلى التعريف بالقضية الفلسطينية، وشارك فيها العشرات من الشباب الفلسطينيين الناشطين، كان راشد من بينهم، والذي يعمل مصوراً.

وتقول داليا لـ"العربي الجديد": "بعد انتهاء المؤتمر وعودتي إلى قطاع غزة كتبت الكثير من التدوينات، وشاركني راشد في النقاش، وبعد فترة تمكنت من زيارة خالتي في الأردن. كنت فَرِحة جداً حينها وكتبت على صفحتي أنني في زيارة للأردن، ففاجأني راشد بزيارة بيت خالتي وتقدم لخطبتي، واتصل بأهلي، وطلبني رسمياً للزواج".

وتضيف: "بعد رجوعي إلى قطاع غزة، اتصلنا بأهل راشد وأخبرناهم بالموافقة، وبعدها بستة أشهر قدموا إلى قطاع غزة عن طريق الأردن ومن ثم مصر لطلبي للزواج بشكل رسمي، حينها اشترط والدي على أهل العريس أن يوفروا حلاً أكيداً لخروجي من غزة، فتحدثوا إلى مسؤول فلسطيني، وعرضوا عليه الموضوع، ووعدهم بالمساعدة وتغيير محل الإقامة من أجل لمّ الشمل أو إصدار تصريح للزيارة. حينها تم عقد القران".

وتتابع داليا: "المسؤول، الذي قطع على نفسه الوعد، غاب فترة طويلة نتيجة سفره خارج فلسطين، وبعد رجوعه أنكر معرفتنا. حينها بدأت المشكلة بالتفاقم، فتوجهت إلى دائرة الشؤون المدنية للتقدم بطلب تصريح لزيارة نابلس، ولكن تم الرفض بعد عشرة أيام، لأن القانون الإسرائيلي يمنع زيارة أهالي قطاع غزة إلى الضفة الغربية، وقد قام الاحتلال بتشديد قوانينه عام 2006م."

داليا التي بدت مرهقة، أوضحت أنها توجهت إلى مؤسسات حقوق الإنسان في الداخل المحتل، إضافة إلى مؤسسات حقوق الإنسان المحلية والدولية، لكن محاولاتها كافة لم تنجح، نتيجة منع إسرائيل أهالي القطاع من زيارة الضفة، ولا يسمح بإصدار التصاريح اللازمة للدخول، مبينة أنها لن تتمكن كذلك الوصول إلى نابلس عبر الأردن لأن ذلك سيتطلب تنسيقاً أمنياً مع الجانب الإسرائيلي الذي فرض قوانين المنع.

وناشدت داليا الرئيس، محمود عباس، ووزير الشؤون المدنية، تغيير محل إقامتها من قطاع غزة إلى مدينة نابلس حتى تتمكن من الخروج والالتقاء بخطيبها، وتقول: "لا أريد سوى أن أكون مثل أية عروس في يوم زفافها، وأن أرى بيتي وديكوراته، لكن الحدود وقوانين الاحتلال الظالمة منعتني من فرحتي".

وتفاعلت الصفحة التي أطلقها العروسان الفلسطينيان إلكترونياً، وشهدت مشاركة من قطاعات مختلفة من الفلسطينيين، المكتوين بنار الاحتلال وإجراءاته، التي غالباً ما تحرمهم من العيش حياة كريمة، على وسم "#وصّلها_للعريس".

المساهمون