عرض النسخة المرممة لـ"المومياء" في ذكرى شادي عبد السلام

احتفت مكتبة الإسكندرية، يوم الأحد الماضي 18 مارس/آذار، في ذكرى ميلاد المخرج، شادي عبد السلام، بعرض النسخة المرممة لفيلم "المومياء: يوم أن تحصى السنين" لأول مرة بقاعة المسرح الصغير بمكتبة الإسكندرية. وكانت النسخة الأصلية من الفيلم الذي صدر سنة 1969 قد أعيد ترميمها سنة 2009 في أحد المعامل الإيطالية، بمشاركة ودعم من وزارة الثقافة المصرية، ومؤسسة السينما العالمية World Cinema Foundation التي أسسها المخرج الأميركي، مارتن سكورسيزي. 

عرف شادي عبد السلام (1930-1986) بأنّه مخرج الفيلم الواحد، بعد أن قدم فيلم "المومياء"؛ إخراجاً وقصة وسيناريو وديكوراً وتصميم ملابس، وهو الذي اعتبر من أهم الأفلام العربية التي قدمت في تاريخ السينما. كما اختير شادي عبد السلام ضمن أهم 100 مخرج على مستوى العالم خلال تاريخ السينما في العالم من رابطة النقاد الدولية في فيينا. يقول الناقد الفني، سمير فريد: "منذ العرض الخاص الأول لفيلم المومياء في قاعة ريفولي الصغيرة سنة 1969، كان الفيلم موضوع حفاوة كل النقاد في الستينيات، بل وموضع حفاوة العديد من الكتاب والمثقفين. ونذكر هنا أن المقال الوحيد الذي كتبه لويس عوض في السينما كان فيلم المومياء".

يقع الفيلم في 138 دقيقة، وشارك في بطولته قائمة طويلة من الفنانين على رأسها أحمد مرعي ونادية لطفي وزوز حمدي الحكيم وأنتيك ملكيور وشفيق نور الدين. وقد كتب شادي عبد السلام السيناريو بلغة عربية فصيحة، وبحس أدبيٍ راقٍ.
تناول الفيلم قضية سرقة الآثار المصرية، عبر حادثة تاريخية سنة 1881 تعرف باسم "حادثة اكتشاف خبيئة الدير البحري"، كانت هذه الخبيئة (الدفينة) عبارة عن مومياوات لأكثر من 40 فرعوناً نقلها كهنة آمون إلى مكان سري بباطن الجبل لحمايتها من التشويه والنهب. وفي الفيلم يقاوم الشاب "ونيس" قبيلته "قبيلة الحربات" التي كانت تعيش على سرقة هذه المومياوات وبيعها.

بدأ شادي عبد السلام العمل مهندساً للديكور، ثم اتجه إلى تصميم الملابس في الأفلام السينمائية وإخراج الأفلام التسجيلية والقصيرة، وكان من المقرر أن يخرج فيلماً عن "إخناتون" كان قد أعده، لكنه توفي قبل تصويره. وكانت أعماله في مجال ديكورات الأفلام وتصميم الملابس قد ميزته خاصة في الأفلام ذات الصبغة التاريخية، مثل أفلام: "وا إسلاماه" و"عنتر بن شداد" و"ألمظ وعبده الحامولي" و"شفيقة القبطية" و"رابعة العدوية" و"أميرة العرب" و"أمير الدهاء" و"بين القصرين" و"الناصر صلاح الدين" وغيرها. يذكر أن مكتبة الإسكندرية، في سنة 2005، خصصت أثناء الاحتفال بذكرى ميلاده الـ 75 قاعة تضم أهم أعماله، تتضمن أزياء وديكورات وإكسسوارات ورسوماً وضعها خلال مسيرته الفنية باسم "عالم شادي عبد السلام".