عرب في "كانّ 2018": أفلام أولى ومشاركات جديدة ورحلات فردية

14 ابريل 2018
نادين لبكي أثناء تصوير "كفرناحوم" (الملف الصحافي للفيلم)
+ الخط -
يكشف الإعلان الرسمي عن الأفلام المختارة للدورة الـ71 (8 ـ 19 مايو/ أيار 2018) لمهرجان "كانّ" السينمائي، الذي تمّ قبل يومين، حضورًا سينمائيًا عربيًا وأفريقيًا وإيرانيًا، علمًا أن 3 أفلام مُشاركة في المسابقة الرسمية، التي تضمّ 18 فيلمًا تتنافس على "السعفة الذهبية" وجوائز أخرى، تمنحها لجنة تحكيم دولية برئاسة كايت بلانشيت.
والحضور السينمائي العربي الجديد في "كانّ" امتدادٌ لتاريخ مديد من المشاركات المختلفة، التي أدّى بعضها إلى الحصول على جوائز، أبرزها "السعفة الذهبية" لـ"وقائع سنوات الجمر" (1975) للجزائري محمد لخضر حامينا، في المسابقة الدولية للأفلام الطويلة، و"السعفة الذهبية" لـ"موج 98" (2015) للّبناني إيلي داغر، في مسابقة الأفلام القصيرة. كما أن اللبناني الراحل مارون بغدادي (1950 ـ 1993) حائزٌ على جائزة لجنة التحكيم الدولية عن "خارج الحياة" (1991)، التي نالها الفلسطيني إيليا سليمان عن "يد إلهية" (2002). أما الفلسطيني هاني أبو اسعد، فنال الجائزة الخاصة بـ"نظرة ما" عن "عمر" (2013).
يُذكر، في المجال نفسه، أن المصري يُسري نصرالله مُشاركٌ في المسابقة الرسمية بـ"بعد الموقعة" (2012)، بينما افتتح "اشتباك" للمصري محمد دياب مسابقة "نظرة ما" عام 2016. كما أن الفيلم المصري الجماعي "18 يوم" عُرض ـ للمرة الأولى دوليًا ـ في "كانّ" عام 2011.
هذه أمثلة. "نظرة ما" و"نصف شهر المخرجين" من المسابقات الرديفة للمسابقة الأساسية، يحتضنان غالبًا اختبارات فنية وثقافية وجمالية عربية. ففي مقابل اختيار رسمي لفيلمين عربيين في المسابقة الدولية، الأول للّبنانية نادين لبكي بعنوان "كفرناحوم"، والثاني للمصري أبو بكر شوقي بعنوان "يوم الدين"؛ هناك فيلمان عربيان آخران في "نظرة ما"، يتنافسان على "الكاميرا الذهبية"، هما: "صوفيا" للمغربية مريم بنمبارك، و"أقمشتي المفضّلة" للسورية غايا جيجي.



نادين لبكي نفسها مُشاركة دائمة في المهرجان الدولي نفسه. فالروائي الطويل الأول "سكّر بنات" (2007) معروض للمرة الأولى في "نصف شهر المخرجين"، و"هلأ لوين؟"، ثاني أفلامها الطويلة، حاصلٌ على "جائزة فرانسوا شاليه"، في الدورة الـ64 (11 ـ 22 مايو/ أيار 2011). في حين أن أبو بكر شوقي يُشارك للمرة الأولى في المهرجان، بفيلمه الأول هذا.
لم تشأ نادين لبكي تناول موضوع فيلمها الجديد هذا، قبل عرضه الأول، خصوصًا أنه متشعّب الحالات والتفاصيل، التي تدور حول "صبيّ يتمرّد على الحياة المفروضة عليه، ويُقرّر التقدّم بدعوى قضائية لاستعادة حقّه المسلوب"، بحسب بيان خاص بالفيلم، الذي تُشارك لبكي في كتابته مع جهاد حجيلي وميشال كسرواني، بمشاركة جورج خبّاز، وبالتعاون مع خالد مزنّر، مؤلّف موسيقى الفيلم أيضًا، ومنتجه في الوقت نفسه.
في حين أن التعريف بـ"يوم الدين" (تأليف شوقي نفسه) يصفه بكونه "فيلم طريق"، ويُشير إلى أنه يروي حكاية رجل في منتصف العمر، مُصاب بمرض الجذام ويُدعى بشاي، "يترعرع في مستعمرة خاصّة بالمُصابين بالجذام، ثم يغادرها للقيام، برفقة صديق له، برحلة في أنحاء مصر، محاولاً إعادة التواصل مع عائلته، المتخلّية عنه منذ صغره". يأتي جديد شوقي بعد 10 أعوام على تحقيقه فيلمًا وثائقيًا بعنوان "المستعمرة"، تناول فيه أحوال المُصابين بالجذام في مستعمرة خاصّة بهم في منطقة أبي زعبل. هناك، تعرّف على راضي جمال، الذي يختاره شوقي ليكون الشخصية الرئيسية في "يوم الدين".
من جهتها، تتابع المغربية مريم بنمبارك ـ في "صوفيا"، أول روائي طويل لها أيضًا ـ مسار أم شابّة تحاول تجنّب قيام المستشفى بالإبلاغ عنها، بصفتها فتاة ـ أم، وتتسلّل منه للبدء برحلة البحث عن والد ابنها المولود حديثًا. كما أن السورية غايا جيجي تُقدِّم فيلمها الروائي الطويل الأول "أقمشتي المفضّلة"، متناولةً فيه حكاية شابّة تعاني مأزقًا حقيقيًا، إذْ تشعر انها "ممزّقة"، نفسيًا وانفعاليًا وفكريًا، بين رغبتين متناقضتين: الحصول على حريتها واستقلاليتها، والهجرة. لكن هذه الأخيرة مرتبطة بزواج مدبَّر. يزداد الوضع تأزّمًا مع تزامن موعد العرس وبداية الحرب السورية، فتجد نفسها، في النهاية، مضطرّة للتخلّي عن الآمال هذه كلّها، عندما يختار "الزوج" الاقتران بشقيقتها.



وإذْ تشهد الدورة الـ71 لمهرجان "كانّ" مُشاركة فيلمين عربيين من شمال أفريقيا ("يوم الدين" و"صوفيا")، فإن أفريقيا حاضرةٌ بدورها، من خلال اختيار "رفيقي" للكينية وانوري كاهِيو في "نظرة ما": يروي الفيلم ـ المقتبس عن رواية "شجرة" لمونيكا آراك دو نياكو (أوغندا)، وهو الثاني لها بعد :من همسة" (2009) ـ قصّة حب بين امرأتين شابتين، تعيشان قلقًا واضطرابات عديدة بسبب ضغوط عائلتيهما، و"ثقل التقاليد".
أفريقيًا أيضًا، هناك "الحصّادون" (نظرة ما) لإتيان كالّوس، اليوناني الأصل المقيم في جنوب أفريقيا، والحاصل على جنسيتها منذ أعوام مديدة: دراما إنسانية تدور أحداثها في دولة أفريقية.
وفي مقابل مشاركة دولتين عربيتين من منطقة الشرق الأوسط، هما لبنان وسورية، فإن إيران حاضرةٌ في واجهة المشهد السينمائي لـ"كانّ 2018". أولاً بفضل أصغر فرهادي، الذي يحضر بفيلمه الجديد "الجميع يعلمون" (افتتاح الدورة الـ71)، مع أن العمل إسبانيّ، إنتاجًا ولغة وممثلين: تعيش لورا مع زوجها وأولادهما في بيونس أيريس. لكنها، عندما تعود إلى مدريد للقاء عائلتها وأهلها، تتحوّل حياتها إلى مسار آخر.
أما جعفر باناهي، الممنوع من السفر خارج إيران بسبب أحكام سلطوية ضده لمشاركته في تظاهرات عام 2009، فيُشارك فيلمه الجديد "3 وجوه" في المسابقة الرسمية: ممثلة إيرانية مشهورة تستلم شريط فيديو من شابّة تطلب فيه منها المساعدة، فتلجأ الممثلة إلى السينمائي باناهي لكشف ما إذا كان الشريط "تلاعبًا"، فيذهبان معًا إلى قرية الشابّة للتدقيق في الموضوع.
دلالات
المساهمون