عرب فرانكوفونيون في نامور

24 سبتمبر 2018
ديامان أبو عبّود (فيسبوك)
+ الخط -
بلدانٌ عربية عديدة مُنضمّة إلى خارطة الدول الفرانكوفونية. هذا يتيح لمخرجين منتمين إليها المُشاركة في "المهرجان الدولي للفيلم الفرانكوفوني" في نامور (بلجيكا). مهرجان مؤسَّس عام 1986، يسعى ـ باهتمامه الأساسي بأفلام فرانكوفونية ـ إلى الترويج للتعدّد الثقافي. وبامتلاكه صيتًا دوليًا، فهو يُعزّز نتاجات سينمائيين يكمن المشترك بينهم في "استخدام اللغة الفرنسية والدفاع عنها". هدفه تسليط الضوء على فرانكوفونية حيّة وديناميكية وقوية بغنى متعدّد الثقافات. لهذا، يُقدِّم المهرجان في كلّ دورة من دوراته السنوية مئات الأفلام (طويلة وقصيرة، روائية ووثائقية، أفلام تحريك وكليبات) لاكتشاف كلّ جديد حاصل في صناعة دول منتمية إلى الفرانكوفونية. وإلى جانب العروض الفيلمية، يُنظِّم محترفات وورش عمل ولقاءات مختلفة تتيح للمحترفين تواصلا مباشرًا فيما بينهم "كي يبنوا معًا سينما فرنكوفونية مستقبلية". كما أنه يُساهم في تثقيفٍ سينمائي للشباب، مقترحًا عليهم المشاركة في نشاطات وجلسات تربوية ـ تثقيفية لمن تتراوح أعمارهم بين 3 و25 عامًا. 

يُجمع كثيرون على أن "المهرجان الدولي للفيلم الفرانكوفوني في نامور"، الذي يُطوِّر آليات عمله وسياساته الثقافية بشكل دائم، "حدثٌ ثقافي لا مفرّ منه، وعنوان سينمائي ينتظره كثيرون، إذْ يتمكّن ـ عامًا تلو آخر ـ من جذب جمهور كبيرٍ ومهنيين ومحترفين ومتخصّصين بالشأن السينمائي أيضًا".



دورته الجديدة تُقام بين 28 سبتمبر/ أيلول و5 أكتوبر/ تشرين الأول 2018. إنها الدورة الـ33، التي يحضر فيها عربٌ من لبنان وتونس والمغرب، إذْ يُشارك "وِلْدي" للتونسي محمد بن عطية في المسابقة الرسمية، و"صوفيا" للمغربية ميريم بنمبارك في مسابقة الفيلم الأول. بالإضافة إلى مُشاركة الممثلة اللبنانية ديامان أبو عبّود في لجنة التحكيم الخاصّة بمسابقة الأفلام الروائية الطويلة، والممثلة المغربية نادية كوندا في لجنة التحكيم الخاصّة بالأفلام القصيرة.

المشترك بين الفيلمين ظاهرٌ في معاينتهما السينمائية لأحوال اجتماعية، وإن تصبّ المعاينة في مسارب مختلفة. الهمّ الاجتماعي اليومي حاضرٌ في "وِلدي"، من خلال علاقة الأب بابنه الوحيد، وبلوغه سنّ التقاعد، وعمل زوجته، وأشياء مرتبطة بزملاء عمل وحالاتهم. الهمّ نفسه حاضرٌ في "صوفيا": الحَمَل خارج الزواج، وما يترتّب عليه من تشدّد اجتماعي ومنع قانوني وحكم أخلاقي. لن يكون الحَمَل إشارة اجتماعية وحيدة. التركيبة العائلية والمصالح المهنيّة والفرق الطبقي بين عائلتي الحامل ومن يُفترض به أن يكون حبيبها. التداخل بين العلاقات والمشاعر والنصائب المترتّبة على الحَمَل تجعل "صوفيا" انعكاسًا لواقع آنيّ مفتوح على الارتباك العام في شؤون الحياة اليومية. بينما التداخل بين تقاعد الأب واستمرار الأم في العمل في مدينة أخرى وضياع الابن عشية تقدّمه لامتحانات البكالوريا، يصنع من "وِلْدي" مشهدًا مرتكزًا على اختراق "داعش" للفئة الشبابية التونسية، وتمكّن التنظيم الإرهابيّ من استمالة شبانٍ عديدين، من دون أن يتوغّل الفيلم في أسئلة متعلّقة بأسباب الالتحاق به والسفر إلى سورية عبر تركيا وخوض الحروب معه.
دلالات
المساهمون