عرب أميركا... لوبٍ بلا تأثير

04 يناير 2015
قضية فلسطين حاضرة بشكل خافت في المجتمع الأميركي(Getty)
+ الخط -
بالرغم من أن 80 بالمئة من العرب في أميركا يحملون الجنسية، فإن صلاتهم بالعالم العربي بقيت حجر الزاوية في حياة الهجرة. فيوميات العرب في أميركا، وخصوصا بعد هجمات 11 سبتمبر 2011، تركز على الاهتمام بالتعليم والعلاقات الأسرية، سواء داخل أميركا أو مع هؤلاء في البلد الأصلي. وبحسب استطلاع عرضه جيمس زغبي، مدير المعهد العربي الأميركي، في نوفمبر الماضي فإن الأميركيين العرب وبنسبة فاقت الـ80 بالمئة يحملون الاعتزاز العرقي وارتفعت نسبة من يقولون إنهم "أميركيون عرب" من 45 بالمئة في نهاية التسعينيات إلى 63 بالمئة في 2014، وخصوصا عند مؤيدي الديمقراطيين وهم نسبة 44 بالمئة من الجالية العربية. 
وفي ذات الاستطلاع يؤكد زغبي أن من يشعرون بالتعرض للتمييز ازداد من 30 بالمئة في 2002 إلى 43 بالمئة في العام 2014. 
على خلفية تلك اللوحة، التي تنقل بواقعية على لسان العرب الأميركيين، الذين تقدر أعدادهم بحولي مليون ونصف المليون، يبدو أن اهتمام العرب "الأميركيين العرب" بعد 11 سبتمبر يتزايد في مسائل الشؤون الداخلية بنسبة كبيرة. 
واقعيا، ينقسم رأي الجالية العربية في أميركا حول المشاركة الانتخابية بين من يرى جدواها ومن يرى أن لا فائدة من ذلك. 
فبعد كارثة 11 سبتمبر/ ايلول خيمت حالة الانطواء على الجاليات العربية، وهذا أمر يمكن فهمه في سياق التصعيد الذي تعرضوا له، بمستويات تمييزية مختلفة، ما أدى لظهور حالة من التنافس بين توجهين رئيسيين: إسلامي والآخرين (الذين يطلق عليهم صفة "علمانيين"). 
لا يكفي أن تنقل صورة زاهية عن الجالية العربية في أميركا، فتلك يعوزها عملية تنظيم صفوفها والالتقاء على قواسم مشتركة تلغي تشتت جهودها والكفاءات الكبيرة والتأثير باستغلال النجاحات الفردية وتأطير يعيد صياغة الصوت الانتخابي بما يخدم مصالحها. كما لا يمكن مواجهة التحديات عبر تقوقع كل مجموعة عربية على نفسها واعتبار نجاحاتها الخاصة بها هي أقصى ما يمكن تحقيقه. 
في الحالة الانتخابية على سبيل المثال، هناك ما وقع لكلينتون حين حصل على تبرع واضطر تحت الضغط لإعادة المبلغ. ذلك يؤشر من ناحية إلى ما تواجهه الجالية العربية من لوبيات لا تحبذ بأن يكون للعرب تأثير ونفوذ. 
ولذلك تكون المهمة أكبر حين يكون التحدي هو مواجهة ذلك النوع من اللوبيات. وفي هذا المجال يعرف الأميركيون العرب أن بعض المرشحين الأميركيين لا يهمهم سوى الحصول على الصوت العربي دون تعهد بشيء. وذلك بحد ذاته يحتاج إلى عملية أخرى من التنسيق والتأطير التي يحتاجها العرب بمثل ما تقوم به بعض الأقليات الأخرى، والتي بالتأكيد لا تواجه ما تواجهه الأقلية العربية من لوبٍ صهيوني نافذ. وهذا يستدعي بحد ذاته إعادة النظر في قراءة العرب في أميركا لقوتهم وحجم ما يشكلونه بتحالفات مع الآخرين داخل المجتمع الأميركي.
المساهمون