كان عام 2017 حافلاً بالأحداث في العراق، أبرزها طرد تنظيم داعش من البلاد، وبدء عودة النازحين إلى قراهم وبيوتهم، وإن ما زالوا يفتقدون الخدمات الأساسية.
لم يكن عام 2017 سهلاً على العراقيين، فقد كان مليئاً بالأحداث الأمنية والسياسية والاجتماعية وغيرها. وما علق في أذهان العراقيين خروج البلاد من الفصل السابع في برنامج النفط مقابل الغذاء واستعادتها لوضعها الطبيعي ومكانتها الدولية، إضافة إلى طي صفحة "داعش"، الذي كان لوجوده تأثير كبير على مختلف مناحي الحياة. وبعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام على احتلاله مدنا عراقية، أعلنت الحكومة في 10 ديسمبر/ كانون الأوّل الجاري أن العراق تحرّر بالكامل.
أمور كثيرة شغلت الشارع العراقي، منها الزلزال الذي ضرب المناطق الحدودية بين إيران والعراق في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بقوة 7.3 درجات على مقياس ريختر. كما انشغل المواطنون من الشمال وحتى الجنوب باستفتاء الانفصال الذي أجرته حكومة إقليم كردستان العراق في 25 سبتمبر/ أيلول الماضي، والذي شمل محافظات الإقليم الثلاث (أربيل والسليمانية ودهوك)، إضافة إلى كركوك المتنازع عليها مع بغداد، ما دعا الحكومة العراقية إلى اتخاذ جملة من الإجراءات ضد الإقليم، منها حظر الرحلات الجوية الدولية من وإلى الإقليم الذي رفض تسليم مطاري أربيل والسليمانية، وفرض عقوبات مالية، ومطالبة دول الجوار بإغلاق المنافذ الحدودية، إضافة إلى استعادة مدن عدة كانت تحت سيطرة حكومة الإقليم.
وأثار مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصيّة جدالاً كبيراً في الأوساط العراقية، ونظم العديد من الصحافيين وناشطي المجتمع المدني ومنظمات حماية المرأة احتجاجات واسعة في العاصمة العراقية بغداد. وأطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملات ضد القرار الذي يسمح بزواج القاصرات وحرمان المرأة من الإرث في حالات معينة.
إنسانياً، تفاعل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مع قضيّة الطفل محمد، الذي أعيد إلى والديه بعد مرور ثمانية أعوام على فقدانه، إضافة إلى قضية الفتى أسامة بن لادن (16 عاماً) الذي أودت بحياته صعقة كهربائية قبل أن يستلم وثائق ثبوتية باسمه الجديد، وقد شكّل اسمه نقمة عليه بعد الغزو الأميركي للعراق في عام 2003.
وفي الخامس من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية عودة نحو 3 آلاف نازح عراقي من مخيم الهول التابع لمحافظة الحسكة شمال شرق سورية إلى العراق، ونقلوا عن طريق قرية أم الذيبان التابعة لقضاء سنجار في الموصل، إلى مخيم الحاج علي جنوب الموصل.
في 12 سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلنت وزارة الخارجية العراقية أن مجلس الأمن الدولي صوّت بالإجماع على إخراج البلاد من الفصل السابع بعد تنفيذ العراق الالتزامات المطلوبة منه. وكانت البلاد ترزح تحت وطأة الفصل السابع في إطار عقوبات أمميّة فرضت عليه بعد غزو الكويت في عام 1990.
واستغرب العراقيون خروج بلادهم من تصنيف جودة التعليم العالمي على المستويين الجامعي والابتدائي، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، بعدما كان العراق من بين الدول التي تتمتّع بمستوى تعليمي عالٍ، إلا أن الإخفاق الحكومي والحروب ساهما في خروج العراق من التصنيف.
وقبل انسحابه، أقدم "داعش" على تدمير الجامع النوري ومنارته الحدباء القائمة، وبوابتا أدد والمشكى، إضافة إلى أجزاء من الأسوار التاريخيّة القديمة، والثور المجنح عند بوابة نركال، وهي إحدى البوابات الكثيرة عند أسوار مدينة نينوى الأثرية.
وفي 15 من الشهر الجاري، أعلنت وزارة الهجرة العراقية أن عدد النازحين بلغ 5 ملايين، وقد عاد منهم أكثر من 45 في المائة. وفي أغسطس/ آب الماضي، أعلنت وزارة التخطيط وجود مليون و375 ألف معوّق، وقد بلغ عدد الأرامل واليتامى في البلاد 2.5 مليون شخص، من دون أن تشمل هذه الأرقام محافظتي نينوى والأنبار. لكنّ منظمات محلية ودولية تقول إن الرقم أكبر بكثير.
وتحتجز وزارة الداخلية العراقية 1269 معتقلاً على الأقل، بحسب منظمة "هيومن رايتس ووتش". ويقول مدير عام دائرة صحة البصرة، رياض عبد الأمير، إن نسبة أمراض السرطان في البصرة بلغت ما بين 70 و75 حالة لكل 100 ألف. وفي يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أن أكثر من خمسة ملايين طفل عراقي في حاجة ماسة إلى المساعدة، وأن أكثر من ألف طفل قتلوا وأصيب أكثر من 1100 منذ عام 2014، في حين انفصل أكثر من 4 آلاف و650 طفلاً عن عائلاتهم. وبحسب بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي"، فقد قتل أكثر من 3 آلاف وأصيب نحو 10 آلاف مدني خلال عام 2017.
وفي يوليو/ تموز الماضي، أعلنت الولايات المتحدة تقديم مساعدات جديدة للعراق بقيمة 150 مليون دولار، كدعم إضافي يهدف إلى الاستقرار. وأشارت مصادر مطلعة الى أن الولايات المتحدة خصصت نحو مليار و260 مليون دولار تقريباً للقوات العراقية في عام 2018. كما قدّمت الحكومة الألمانية 28 مليون يورو لشراء مساعدات غذائية إلى 275 ألف نازح في مختلف أنحاء البلاد.
وفي نوفمبر/ تشرين الأول الماضي، وافق البنك الدولي على منح مساعدات بقيمة 400 مليون دولار للمساهمة في إعادة إعمار العراق. وقدّمت الكويت مائة مليون دولار لمساعدتها بجهود الإعمار وغيرها من المشاريع الإنسانية في المناطق المستعادة.