عراقي أيزيدي يشتري ابنته المختطفة من "داعش" بعشرين ألف دولار

18 ابريل 2018
نحو 1500 امرأة أيزيدية مصيرهن غير معلوم (تويتر)
+ الخط -

أكد مسؤول في جهاز الأمن الكردي (الأسايش) في إقليم كردستان العراق، اليوم الأربعاء، لـ"العربي الجديد"، إن مختطفة أيزيدية على يد تنظيم "داعش" الإرهابي، تحررت، قبل يومين، بعد أن دفع والدها فدية قدرها 20 ألف دولار لعناصر إرهابية كانت تحتجزها، على مقربة من الحدود السورية التركية.

وتقترب مأساة الأيزيديين في العراق من عامها الرابع، وبدأت مع اقتحام مسلحي "داعش" مدينة سنجار، موطن الأيزيديين التاريخي، في أغسطس/آب 2014، وقتل منهم مئات الرجال والشبان، وخطف آلاف النساء والأطفال ونقلهم إلى مناطق سيطرته.
وباع التنظيم بعضهن أو استعبدهن تحت قوة السلاح، في واحدة من أبشع الجرائم التي عرفها العالم، حتى أن نساء مختطفات فضّلن الانتحار على استعبادهن من قبل التنظيم، وقدر عدد المنتحرات بالعشرات.

وقال مسؤول في جهاز "الأسايش" في محافظة دهوك، لـ"العربي الجديد"، لم يذكر اسمه، إن "والد الفتاة دلال محسن، دفع مبلغاً مالياً قدره 20 ألف دولار للإرهابيين من عناصر داعش الذين اختطفوها واحتجزوها في منطقة حدودية بين سورية وتركيا"، مشيراً إلى أن الوالد خاض مفاوضات مع الخاطفين لشراء ابنته من دون علم الأمن خوفا من فشل العملية. وتابع "رغم أنه (الوالد) يسكن في خيمة، ولا يملك ما يمكنه من تدبّر المبلغ، فإنه كان يخطط لبيع كليته قبل أن يجمع المبلغ عن طريق التبرعات".

ووفق إحصائيات مكتب تحرير الأيزيديين، فإن عدد المخطوفين بلغ نحو 7500 مختطف، تم تحرير أكثر من 3270 منهم، ولا يزال 3150 شخصا في عداد المفقودين، بينهم نحو 1500 امرأة وفتاة.



وقال موظف في مكتب شؤون المختطفين التابع لحكومة إقليم كردستان العراق، "إن الفتاة دلال تحررت إلى جانب فتاة أخرى تُدعى نسرين سعدو مراد، تم تخليصهما من التنظيم داخل سورية".


   



وبيّن لـ"العربي الجديد"، أن "جهود السلطات في الإقليم متواصلة لتحرير فتيات أخريات، وكذلك ذوي المختطفات"، منتقدا "ضعف دور الحكومة الاتحادية في بغداد إزاء هذا الملف الإنساني".

في هذه الأثناء، نقلت قناة "كردستان 24" الحكومية من أربيل، لقطات عن المختطفة المحررة دلال محسن مع والدتها وأهلها بعد ساعات من عودتها إليهم. وذكرت القناة أن دلال اختطفت بعمر 15 عاماً قبل نحو 4 سنوات، واختبرت رحلة عابرة للدول، وعانت من ظلم مسلحي التنظيم، وتعرضت للبيع والشراء مرارا.

ونقل "داعش" دلال من العراق إلى سورية، بحسب قولها، ثم نقلت إلى تركيا فيما بعد. وبحسب قول عائلتها، فإن مجلس أمن إقليم كردستان بذل جهودا كبيرة في سبيل تحريرها.

وقالت دلال للقناة: "رغم أن أوضاع والدي المادية ليست جيدة، إلا أنه دفع 20 ألف دولار ليشتريني، ويعيدني إلى عائلتي. وأتمنى أن تقدم حكومة الإقليم المساعدة المادية له".
المساهمون