عراقيل تؤجل انفراج أزمة اليونان

20 مارس 2015
لقاء سابق بين ميركل وتسيبراس في اجتماع بروكسل (أرشيف/الأناضول)
+ الخط -

استبعد مسؤولون ألمان حدوث انفراجة قريبة في أزمة اليونان التي تواصل التفاعل وتؤثر على الاقتصادات الأوروبية وتزرع الرعب في أوصال المصارف التجارية بمنطقة اليورو.

وقال محللون ماليون أوروبيون إن تعليق أية آمال على اجتماع رئيس الوزراء اليوناني

أليكسيس تسيبراس مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين، المقرر عقده يوم الاثنين المقبل، سيكون غير واقعي.

وأضافوا: "إذا كان رئيس الوزراء اليوناني يعتقد أن المستشارة ستقدم حلاً لأزمة اليونان المستفحلة خلال هذا اللقاء، فإن آماله ستخيب".

وحسب تصريحات مسؤوليين ألمان لوكالة بلومبيرغ، فإن ميركل ستتخذ اللقاء فرصة للاستماع لخطط تسيبراس بشأن كيفية معالجة ضعف الاقتصاد اليوناني والخطط البديلة للتقشف، إضافة إلى التعرف على رئيس الوزراء الجديد، أكثر من أنها ستقدم حلاً لأزمة اليونان المالية.

وكانت المستشارة الألمانية ميركل قد أبلغت البرلمان الألماني، يوم الأربعاء، أن حل أزمة اليونان أمر بالغ الأهمية لأوروبا.

وقالت، في خطابها للبرلمان: "إن سقوط اليورو سيعني سقوط أوروبا"، ولكنها أكدت أن حدوث صفقة بين اليونان وأوروبا في القريب العاجل غير متوقعة.

وحسب مسؤول ألماني قريب من مراكز القرار في برلين، "فإن ميركل ستبلغ رئيس الوزراء اليوناني في اجتماع الاثنين أنها تتوقع أن تلتزم اليونان بتعهداتها".

وذلك في إشارة واضحة إلى أن تملّص تسيبراس من اتفاقية حزمة الإنقاذ المالي وشروطها لن يكون مقبولاً من قبل الشعب الألماني ودافع الضرائب.

ويذكر أن حزمة إنقاذ اليونان من الإفلاس التي صممت في العام 2012 والبالغة 240 مليار يورو (حوالى 255 مليار دولار)، قد شملت مجموعة من شروط التقشف والإصلاح المالي التي يرفضها رئيس الوزراء اليوناني تسيبراس ويرغب في التفاوض بشأن تعديلها.

ولكن ألمانيا، التي قدمت أكبر المساهمات في هذه الحزمة، ترى أن الطريق الوحيد لإصلاح الاقتصاد اليوناني هو مواصلة الوصفات العلاجية والجرعات المرة التي أقرها كل من صندوق النقد الدولي والمفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي.

ومع تزايد حدة الأزمة المالية في اليونان، يتوقع محللون أن تلعب ألمانيا دوراً محورياً في مفاوضات حل الأزمة اليونانية.

ويقدّر خبراء أوروبيون أن التمويلات المتاحة للحكومة اليونانية ربما تنفد قبل نهاية شهر مارس/ آذار الجاري، وتجد حكومة تسيبراس غير قادرة على الإيفاء بالتزاماتها المالية تجاه الدائنين. كما أن الحكومة اليونانية تعتمد بدرجة رئيسية على دفعيات أموال الإنقاذ في تسديد المرتبات الحكومية ومعاشات المتعاقدين والتزاماتها تجاه الدائنين من القطاع الخاص.

وحتى الآن خفض البنك المركزي الأوروبي من مساعداته الطارئة للبنوك التجارية اليونانية التي تتعرض لضغوط متزايدة من المودعين وسط السحب الكثيف للإيداعات وتحويلها إلى بنوك بريطانية وسويسرية.

وتعيش البنوك اليونانية وضعاً مأساوياً شبيهاً بالوضع الذي عاشته إبان أزمة اليورو في العام

2011 وبداية العام 2012، وهي الفترة التي سبقت إنقاذ اليونان من براثن الإفلاس.

وسط هذه العوامل السالبة التي تتفاعل ضد اليونان، انخفض مؤشر البورصة اليونانية الرئيسي، أمس، بنسبة 1.4%، كما ارتفعت الفائدة على سندات الخزانة اليونانية إلى أعلى مستوياتها منذ يوليو/ تموز العام 2013.

وحسب مؤشر السندات الأوروبية، بلغت الفائدة على سندات الخزانة اليونانية، أجل 10 سنوات، 11.5%، وذلك يعادل ارتفاع 75 نقطة مئوية في يوم واحد.

اقرأ أيضاً:
اليونان تبقى في "اليورو" بشروط موجعة

ويلاحظ أن المخاوف المصرفية في منطقة اليورو تتزايد من احتمال تداعيات إفلاس البنوك اليونانية في حال عدم التوصل إلى اتفاق بين بروكسل وحكومة تسيبراس في أثينا.

وكمؤشر على هذه المخاوف، رفعت البنوك التجارية الأوروبية من مستويات قروضها من البنك المركزي الأوروبي خلال الفترة الأخيرة. وينظر محللون إلى زيادة البنوك التجارية من مستويات الاقتراض، على أساس أنه يصب في إطار التجهيز لتغطية أية مراكز مالية قد تنكشف في حال سقوط اليونان في هاوية الإفلاس.

ويذكر أن صعود رئيس الوزراء اليوناني الشاب ألكسيس تسيبراس إلى سدة الحكم ومطالبته بمراجعة برنامج الإنقاذ اليوناني تأتي في وقت عصيب بالنسبة لمنطقة اليورو التي تعكف على انتشال القارة العجوز من السقوط في هاوية الركود.

وأطلق المركزي الأوروبي، رسمياً، برنامج التيسير الكمي في بداية الشهر الجاري بشراء سندات حكومية وخاصة بقيمة 60 مليار يورو شهرياً لتحريك اقتصاد اليوروالراكد.

اقتراض البنوك التجارية الأوروبية

حسب وكالة "رويترز"، حصلت البنوك الأوروبية على أكثر من ضعف السيولة المتوقعة ضمن برنامج قروض القطاع الخاص الذي يقدمه البنك المركزي الأوروبي. وأعلن البنك المركزي الأوروبي، أمس الخميس، أن 143 بنكاً أوروبياً اقترضت 97.8 مليار يورو (حوالى 104 مليارات دولار)، في إطار الجولة الثالثة من برنامج التمويل منخفض الكلفة.
 
وكان استطلاع لوكالة "رويترز" قد توقع أن تطلب البنوك الأوروبية الحصول على قروض بقيمة 40 مليار يورو فحسب.

ويهدف البرنامج الأوروبي إلى تعزيز النمو الاقتصادي في منطقة اليورو، ووقف الهبوط في معدلات التضخم، عن طريق ضخ أموال في النظام المالي ضمن برنامج الإقراض منخفض

الكلفة، حيث يزيل المركزي الأوروبي 10 نقاط أساس من معدل الفائدة الرئيسي والبالغ 0.05%.

وكانت البنوك الأوروبية قد طلبت 82.6 مليار يورو، و129.8 مليار يورو في شهري سبتمبر/ أيلول وديسمبر/ كانون الأول الماضيين، في إطار برنامج الاقتراض منخفض الكلفة.

وفي هذا الصدد، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر مصرفي أن البنك المركزي الأوروبي قرر، أمس، رفع سقف السيولة الطارئة للبنوك اليونانية بمقدار 600 مليون يورو.

وتأتي خطوة رفع سقف الاقتراض للبنوك اليونانية عن طريق برنامج السيولة الطارئة إلى 69.4 مليار يورو بعد موافقة البنك المركزي الأوروبي في الأسبوع الماضي على زيادة حجم البرنامج بمقدار 500 مليون يورو.

وتعتمد البنوك اليونانية على برنامج المساعدات الطارئة للحصول على احتياجاتها من التمويل بعد قرار المركزي الأوروبي في الشهر الماضي تعليق استخدام ديون أثينا كضمان مالي للحصول على القروض بسبب تصنيفها "الخردة".

 
اقرأ أيضاً:
اليونان: منطقة اليورو وافقت على خطة الإصلاح

المساهمون