عراقيات يغادرن سكن الطالبات خوفا من المليشيات

09 مايو 2016
طالبات جامعيات عراقيات (GETTY)
+ الخط -
تحزم أروى (20 سنة) أمتعتها للرحيل عن سكن الطالبات في إحدى الجامعات العراقية.. في حالة تكررت لعديد من الطالبات اللواتي قررن البحث عن سكن في حي آمن من أحياء العاصمة بغداد، بعد محاولات عدة لاقتحام سكن الطالبات من قبل مسلحين وعصابات.

موظفة في سكن للطالبات تشرح لـ"العربي الجديد"، ما تتعرض له الأقسام الداخلية من محاولات لدخول سكن الطالبات من قبل الجماعات المسلحة، تارة بحجة التفتيش وأخرى البحث عن شخص هارب وغيرها من المضايقات، وهذا ما يثير الخوف لدى الطالبات ويجعلهن يقررن ترك المساكن المخصصة للطالبات والبحث عن مسكن خاص في منطقة آمنة.

وأضافت الموظفة التي طلبت عدم ذكر اسمها، أن عددا من القصص وقعت لبعض الطالبات في أقسام تابعة لكليات بغداد من قبل موظفين أو مدراء أقسام، وما إن ترفض الطالبة الانصياع للأوامر أو الطلبات، تتعرض للتهديد باستخدام القوة ضدها، ما جعل من الأقسام الداخلية مكانا مخيفا وغير آمن لسكن الطالبات.
وأشارت إلى أن الأقسام الداخلية باتت مسرحا لكثير من المشاكل والخلافات، بعكس ما كانت عليه في السابق، حيث كانت تنعم بالأمان والخدمات، أما اليوم فالأمر أصبح معكوسا وأصبحت تلك الأقسام مصدرا للخوف، حتى إن كثيرا من الأهالي يرفضون أن تسكن بناتهم في الأقسام الداخلية.

وأوضحت أن كثيرا من التجاوزات تقع في مباني الأقسام الداخلية تقوم بها جماعات مسلحة تابعة لشخصيات متنفذة أو لها سطوة، حيث تعودوا اقتحام الأجنحة الخاصة بالطالبات بحجة التفتيش وفي أوقات متأخرة من الليل، ويتعمدون التحرش بالطالبات تحت مبرر تفتيشهن عند الدخول إلى الأقسام. مؤكدة إساءة الجماعات المسلحة معاملة الطالبات، وقد قدمت الطالبات شكاوى عدة إلى إدارة الأقسام ولكن الأخيرة لم تتخذ أية إجراءات بحق المخالفين.


وقالت الطالبة نهى سعيد (22 سنة)، لـ"العربي الجديد"، إنها كانت تسكن في الأقسام الداخلية في مجمع باب المعظم، في السنة الأولى من دراستها، "كنت قادمة من محافظة كركوك للدراسة في جامعة بغداد. سكنت القسم الداخلي لكليتي، ولكن بعد سبعة أشهر لم أتمكن من الاستمرار، حيث الوضع غير جيد، وبعدها أقنعت عائلتي بالسكن في منزل مشترك مع طالبات أخريات في حي آمن، وهذا ما أصبحت تفضله زميلاتي، خاصة أن معظمنا قادمات من المحافظات العراقية والمناطق الريفية وملتزمات بالعادات والتقاليد الاجتماعية المحافظة التي تجعلنا نحسب ألف حساب لأي أمر غير عادي، وأن أي لغط يحدث في السكن يمكن أن يؤثر على مستقبلنا ويجعل أهلنا يجبروننا على ترك الدراسة".

وأكدت أن بعض الموظفين والموظفات غير راضين عما يحصل من انتهاكات في أقسام السكن إلا أنهم لا يستطيعون فعل شيء، حتى أن بعضهم يفضل السكوت وعدم التدخل خوفا من المليشيات.

ولفتت إلى أن صعوبات التنقل بسبب المشاكل الأمنية والمعارك في العديد من مناطق العراق، كانت سببا في عدم الذهاب والإياب من قبل الطلاب والطالبات من وإلى الجامعة بشكل يومي، وهذا ما أضاف عبء آخر على العوائل وحسر الخيارات في السكن داخل بغداد رغم عدم تفضيل العوائل لهذا الخيار.
المساهمون