تأتي أوقات على الشعوب تقرر فيها أن ترفع رأسها وتنتفض، دون سابق إشعار أو بسبب غير متوقع وفي لحظة لا ينتظرها الماسكون بالسلطة لاعتقادهم أن الشعب نائم، وأنه سيظل على ما هو عليه يسابق الساعات من أجل لقمة العيش وكراس الأطفال. لكن الحرية حاجة أكيدة وسبب حياة ومطلب حيّ وإن مرّت عقود دون المطالبة به. وفجأة يتذكر الشعب كل ذلك ويقرر أن ينهي حالة الصمت ويستعيد ما هو ملكه، ويضع كل ما لديه فوق الطاولة ويستعد للتضحية به إن لزم الأمر.
هذا ما يحدث في الجزائر، على الحدود التونسية، مع أن الأسباب معلومة وتفسيرها كالشمس، لكن الجزائريين، الذين يعرف التونسيون شجاعتهم التاريخية ويضربونها مثلاً، يأتون إلى تونس بالآلاف ويَرَوْن ما تنعم به من حرية ويتابعون على بعد أمتار من حدودهم كيف ينتخبون بحرية وينتقدون سلطتهم دون خوف من دخول سجن أو ملاحقة أمنية أو تضييق على آرائهم. لا يستطيع أحد أن ينكر أن الحرية معدية وأنها لا تعترف بحدود وتتعدى بالضرورة إلى الآخر وإن كان بعيداً جداً فما بالك بالجار القريب.
وعلى الرغم من أن السلطة في تونس ظلت تكرر على مدى سنوات الثورة الأولى أنها ليست قابلة للتصدير، للحد من المخاوف العربية من تفشي "عدوى" الثورة، فإنها مع ذلك تسربت إلى أجسام عربية كثيرة وسيظل فعلها يسري في الجوار البعيد والقريب على مدى سنوات أخرى. ولأن التونسيين يحبون الجزائريين كثيراً، إذ اختلطت دماؤهم في المعركة ضد المستعمر، ولأنهم يتذكرون كيف سارع ملايين الجزائريين لإنقاذ سياحتهم عندما ضربهم الاٍرهاب، فقد سارعت عشرات المنظمات والشخصيات التونسية بتوجيه رسائل التضامن مع هذا الحراك الجزائري، معتبرين أن "الجزائريات والجزائريين قد برهنوا من خلال تحركهم عن رغبتهم في إقامة نظام ديمقراطي يؤسس لدولة القانون، رافضات ورافضين بذلك الانتخابات المفرغة من كل محتواها". وتضمنت الرسالة تأكيداً أن الشعب الجزائري سيجد دوماً التونسيات والتونسيين إلى جانبه في هذه القضية العادلة، والتي تعتبر لحظة حاسمة في مستقبل كل المنطقة المغاربية".
لكنه من الضروري الانتباه إلى أن التأثير يسري في الاتجاهين، وأن شباب الجزائر الذي رفض العهدة الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد يوجه الرسالة نفسها إلى التونسيين، مع أن الصندوق في تونس هو الحاسم ولا يحتاج المواطن إلى مسيرات واحتجاجات لذلك، لكنه تنويه ضروري، لأن العدوى سريعة ومسارها متغير.
وعلى الرغم من أن السلطة في تونس ظلت تكرر على مدى سنوات الثورة الأولى أنها ليست قابلة للتصدير، للحد من المخاوف العربية من تفشي "عدوى" الثورة، فإنها مع ذلك تسربت إلى أجسام عربية كثيرة وسيظل فعلها يسري في الجوار البعيد والقريب على مدى سنوات أخرى. ولأن التونسيين يحبون الجزائريين كثيراً، إذ اختلطت دماؤهم في المعركة ضد المستعمر، ولأنهم يتذكرون كيف سارع ملايين الجزائريين لإنقاذ سياحتهم عندما ضربهم الاٍرهاب، فقد سارعت عشرات المنظمات والشخصيات التونسية بتوجيه رسائل التضامن مع هذا الحراك الجزائري، معتبرين أن "الجزائريات والجزائريين قد برهنوا من خلال تحركهم عن رغبتهم في إقامة نظام ديمقراطي يؤسس لدولة القانون، رافضات ورافضين بذلك الانتخابات المفرغة من كل محتواها". وتضمنت الرسالة تأكيداً أن الشعب الجزائري سيجد دوماً التونسيات والتونسيين إلى جانبه في هذه القضية العادلة، والتي تعتبر لحظة حاسمة في مستقبل كل المنطقة المغاربية".
لكنه من الضروري الانتباه إلى أن التأثير يسري في الاتجاهين، وأن شباب الجزائر الذي رفض العهدة الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد يوجه الرسالة نفسها إلى التونسيين، مع أن الصندوق في تونس هو الحاسم ولا يحتاج المواطن إلى مسيرات واحتجاجات لذلك، لكنه تنويه ضروري، لأن العدوى سريعة ومسارها متغير.