عدن المنكوبة... كورونا يحصد أرواح مئات اليمنيين وسط عجز حكومي

13 مايو 2020
أُعلنَت عدن مدينة موبوءة (Getty)
+ الخط -

أعلنت الحكومة اليمنية، اليومين الماضيين، عدن مدينة موبوءة بفيروس كورونا وأمراض الحُميات التي ضربت العاصمة المؤقتة للبلاد جراء الفيضانات، لكنها عجزت عن تشخيص الوباء الغامض الذي حصد أرواح 600 شخص منذ مطلع مايو/ أيار الجاري.

وأكدت مصادر حكومية لـ"العربي الجديد"، أن حصيلة الوفيات التي رُصدَت خلال الـ24 ساعة الماضية، بلغت 76 حالة، موزعة على كل مديريات عدن، ما يرفع الرقم المسجل منذ مطلع مايو الحالي إلى 600 شخص، بينهم مسؤولون حكوميون. 

وذكرت المصادر أن الساعات الماضية من مساء الثلاثاء، سجلت وفاة 3 مسؤولين بالحكومة الشرعية، هم المدير العام لمكتب الاتصالات، ووكيل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ومدير عام النظم والمعلومات في هيئة البريد. 

وبعث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، فجر اليوم الأربعاء، برقيات تعزية بوفاة المسؤولين الحكوميين، وبعث "برقية عزاء عامة إلى أبناء المتوفين بالحُميات، وإلى أهاليهم وأسرهم في العاصمة المؤقتة عدن"، وفقاً لوكالة سبأ الرسمية. 

وعلى الرغم من أن جميع حالات الوفاة سُجّلت لأشخاص كبار السن، وكانوا يعانون من أعراض تتطابق مع فيروس كورونا، إلا أن السلطات اليمنية لم تعلن بصراحة أسباب الوفاة، وتلقي باللائمة على مرض غامض هو الحُميات. 

وباتت عدن بؤرة تفشي فيروس كورونا في اليمن بعد تسجيل 39 إصابة مؤكدة من أصل 67 في عموم البلاد، فضلاً عن 4 حالات وفاة، لكن المدينة التي تعرضت لفيضانات غير مسبوقة قبل 3 أسابيع، تشهد موجة أمراض مزودجة وحُميات سببها البعوض المتكاثر من المستنقعات التي ظلت في الأحياء السكنية لأكثر من أسبوعين.

وإضافة إلى المسؤولين الحكوميين، حصد الوباء أرواح أطباء وأساتذة في جامعة عدن، فضلاً عن عدد من أئمة المساجد في حيّ الممدارة وكريتر ومدينة إنماء. 

وقال الناشط الحقوقي، ماجد الكلدي، وهو من سكان مدينة المعلا في عدن لـ"العربي الجديد"، إن السلطات الصحية تؤكد لهم أن الوضع بات قريباً من الخروج عن السيطرة، مع تفشي كورونا وحمّى الضنك والملاريا وما يعرف بحمى الشكنغونيا.

وأضاف: "عانينا لمدة أسبوعين بعد إعلان أول حالات كورونا، إذ أغلقت جميع المستشفيات أبوابها أمام المرضى لعدم امتلاك طواقمها أدوات حماية، وهناك المئات من الحالات المرضية فارقت الحياة دون أن تجد أدنى الفحوصات أو الرعاية الطبية اللازمة". 

وعلى الرغم من فتح المستشفيات الخاصة، إلا أن السكان يتهمون السلطات الصحية بالتقاعس في مواجهة الكارثة، ويقولون إن عدم توفير معدات لحماية الأطباء وأجهزة تنفس صناعي وغرف الرعاية المركزة، ساهم كثيراً في فقدان المزيد من الأرواح. 

وساهمت الاضطرابات السياسية بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي في تفاقم الكارثة الصحية داخل مدينة عدن، وتقول وزارة الصحة إنها عاجزة عن ممارسة دورها بسبب التدخل في مهماتها وتداخل السلطات.

وذكرت مصلحة الأحوال المدنية التي تصدر تصاريح الدفن يومياً لدفن العشرات، أنها ستقدم تقاريرها ابتداءً من اليوم الأربعاء إلى وزارة الصحة للبت في مسألة أسباب الوفاة، والعودة لفحص جميع الحالات، بما فيها المتوفاة للتأكد من وجود فيروس كورونا أو لا. 

وأجبر الارتفاع الهائل في أعداد الوفيات، العشرات من الأسر التي تقطن عدن على النزوح إلى أرياف المحافظات الجنوبية، فيما توجه البعض نحو مدينة تعز والعاصمة صنعاء، وسط مخاوف من نقل الوباء إلى تلك المدن. 

وسجلت السلطات الصحية في تعز بالفعل حالة وفاة لمصاب بفيروس كورونا وصل من عدن، وأعلنت السلطات الصحية الحوثية أن الحالة الأخيرة التي تأكدت إصابتها بكورونا قدمت أيضاً من المدينة ذاتها، جنوبي البلاد. 

وقال سكان في عدن لـ"العربي الجديد"، إن المدينة أصبحت طاردة للسكان جراء الوضع الصحي المتردي، ونفاد الأدوية من الصيدليات بشكل يومي، وخصوصاً المسكنات الخاصة بالحُميات، فضلاً عن ارتفاع أسعارها إلى الضعف.

المساهمون