بعد أيام قليلة من احتفاء الرئيس عبدالفتاح السيسي بيوم الشباب المصري، وتعهده بتخصيص عام 2016 للعناية بالشباب ومشاكلهم، جاء البرلمان ليؤكد على طريقته الخاصة، مدى تقديره للشباب، فاختار "سبعينياً" ليرأس لجنة الشباب، في وطن معظم شعبه في سن الشباب.
الحاج قاسم فرج أبو زيد، النائب ذو السبعين عاماً، وقع عليه اختيار النظام ليرأس لجنة الشباب، وهو اختيار يوضح معنى الشباب عنده، فيبدو أن الأجهزة السيادية وسامح سيف اليزل، الذين يديرون برلمان ما بعد الانقلاب، هم الوحيدون في مصر الذين يدركون معنى السن الحقيقية للشباب.
الاختيار أطلق موجة من الاستهجان والسخرية من مؤيدي النظام قبل معارضيه. وائل الإبراشي لم يملك في مناقشته للحاج قاسم على الهاتف سوى السخرية والهجوم، فحاول على فضائية "دريم 2"، إقناعه بترك منصبه للشباب دون جدوى، فهو يرى نفسه الأدرى بهم وبمشاكلهم وهمومهم من الشباب نفسه، مبررا اختياره بأنه "مؤقت". وهاجم قاسم وسائل التواصل التي انتقدت اختياره، بحجة أنه اختيار الشعب وليس الشباب.
وفي نهاية النقاش، أغلق الحاج قاسم الهاتف في وجه الإبراشي، منتقدا أسلوبه مع النواب "الذين اختارهم الشعب"، فهو يرى أنه قضى آخر سنوات عمره "الأربعين الماضية" في خدمة الشباب ومشاكلهم، مؤكدا أن الشباب حوله سعيد جدا باختياره لرئاسة لجنته، لأن "الشباب في قريتي غير الشباب اللي عندك يا أستاذ وائل".
اللافت أن الإعلام المؤيد لم يختلف عن الإعلام المعارض، فالإعلامي محمد ناصر استقبل اختيار العجوز السبعيني للجنة الشباب بذات السخرية، مؤكدا أنه لا يسخر من شخصية قاسم فرج، لكنه يسخر من اختياره لرئاسة لجنة الشباب، وانتقد تصريحه "الجيل اللي طالع ده احنا اللي عملناله كل حاجة"، متسائلا: "عمل إيه للجيل؟ عملكم إيه يا شباب؟ طب إنت عارف يا عم قاسم الشباب عاوز إيه ؟".
الحاج قاسم شغل أيضا منصات التواصل طوال ليل أمس الأربعاء، وأثار سخرية الناشطين، فاعتبر طارق الزمر أن الاختيار ليس عشوائيا، وإنما متعمد في ذكرى يناير القادمة. ولمح لاختيار مرتضى منصور أيضا لرئاسة لجنة حقوق الإنسان، وقال: "أهم وأخطر رسالة أرسلها النظام للشباب قبل 25 يناير ليست في رئاسة لجنة حقوق الإنسان فقط، وإنما في رئاسة لجنة الشباب أيضا".
Twitter Post
|
وسخر تامر على غرار المدرس الساخر بفيلم "الناظر": "جدو قاسم أبو زيد، مأذون شرعي بأطفيح، ورئيس لجنة الشباب بمجلس الشعب، لحد ما الثورة تقوم ويجيبوا رئيس لجنة شباب".