عبد الوهاب مرسي: استكمال جدارية فرعونية

15 ديسمبر 2018
مقطع من أحد أعمال المعرض
+ الخط -

يُختتم، مساء اليوم، في "غاليري خان المغربي" بالقاهرة معرض للفنان المصري عبد الوهاب مرسي (1931) الذي يُعدّ أحد أبرز فنّاني جيله في التشكيل المصري. يضمّ المعرض الذي افتُتح في الرابع من الشهر الجاري مجموعةَ لوحات تمزج بين الفنون الشعبية المصرية والخطوط الفرعونية القديمة وأجواء التصوّف الشعبي.

تمتدّ تجربة الفنان على أكثر من خمسين عاماً، جمع خلالها بين عمله لمدة 18 عاماً في مصلحة الآثار العامة يعايش الرسومات القديمة والآثار، وبين طبيعة ما يرسم، فلم تغب عن أعماله من لمسة الجدران الفرعونية وسطوتها، فاستعار طريقة قص الحياة اليومية في الحضارة الفرعونية من خلال الرسم، ليقدم الحياة اليومية المصرية اليوم بطريقة مقاربة لها.

يستخدم مرسي في أعماله عناصر تراثية تجعله ينفرد على صعيد التقنية والشكل والمضمون، فالأسلوب قديم والموضوعات يومية حديثة، ثمّة دائماً حشد من الرموز، نجوم وأسماك ورؤوس وطلاسم، كما أن هناك ميل لاستخدام اللون الطوبي كخلفية، وبناء علاقات سيريالية بين مكونات العمل.من المعرض

يمكن القول إن مرسي طوّر الموتيف الفرعوني، وقد وجدت أعماله قبولاً نقدياً كبيراً في الستينيات، في فترة شاع فيها اكتشاف الهوية الفرعونية في الفن، لكن ونظراً لدراسته الفنون الجميلة، فقد طعّم أعماله، إلى جانب تأثّره بالفن الفرعوني، بالمدارس الأوروبية المختلفة وبالخصوص التجريدية.

يُعتبر مرسي من أوائل الفنانين المصورين الذين أدخلوا الخامات المختلفة على سطح اللوحة، وقاموا بعمل فروقات في سطح اللوحة الواحدة بحيث تبرز مكوناتها.

رسم مرسي قصصاً وتناول مواضيع معاصرة، فهو من أوّل من حاول تجسيد حرب 56 وأثرها الفظيع على المصريين، ورسم لوحة "حكاية مصرية قديمة" وفيها تظهر المرأة بوجه جانبي، بينما الجسد في المواجهة، على طريقة الرسومات الجدارية في المقابر الفرعونية.

المساهمون