عبد الواحد يرفض العودة إلى أفغانستان

27 اغسطس 2015
لدى عبد الواحد ثمانية أولاد (العربي الجديد)
+ الخط -
كأنّ باكستان باتت تضيقُ باللاجئين الأفغان. فعدد العائلات التي عادت إلى بلادها خلال الأشهر الثلاثة الماضية كان كبيراً. لكن يبقى من يصرّون على البقاء على الرغم من المضايقات التي يواجهونها، وخصوصاً أولئك الذين يملكون عملاَ. من بين هؤلاء عبد الواحد (45 عاماً)، وهو أحد سكان إقليم بغلان في شمال أفغانستان. قبل 23 عاماً، هاجر إلى باكستان بسبب الحرب الأهلية التي مزقت البلاد. منذ ذلك الوقت، تنقل بين مناطق مختلفة في باكستان، إلى أن استقر أخيراً في إحدى قرى مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة إسلام أباد.

توفي والده عالم الدين قبل ثماني سنوات في "ديار الهجرة"، على حد قوله، ودفن في مدينة بيشاور حيث كانت تعيش أسرته. أما والدته فوزية، فما زالت على قيد الحياة، وترغب بالعودة إلى بلادها. إلا أن عبد الواحد يرفض الأمر بسبب تدهور الوضع الأمني، كما أن حياته مستقرة في باكستان.

يملك دكاناً صغيراً قرب منزله. يكسبه ما يكفيه لسد احتياجات منزله، غير أنه لا يستطيع تغيير منزله مع أن القرية التي يعيش فيها لا تصل إليها المياه النظيفة. حتى إنهم بالكاد ينعمون بالكهرباء لساعات محددة. يقول عبد الواحد لـ "العربي الجديد": "أعيش هنا في ظروف صعبة من دون شك. إلا أن حالنا مستقرة بفضل هذا العمل الذي بذلت فيه قصارى جهدي على مدى الأعوام الماضية. وفي حال عدتُ إلى أفغانستان، لا أدري إذا كان باستطاعتي العيش هناك. وحتى ولو تمكنت من ذلك، ربما قد أحتاج سنوات قبل الاستقرار في عمل آخر. لا أملك أرضاً حتى أزرعها أو بيتاً أعيش فيه".

لدى عبد الواحد ثمانية أولاد. تتولى زوجته تدبير أمور المنزل. أما والدته فوزية، فتجلس على السجادة تنتظر مساء كل يوم عودة ابنها الوحيد عبد الواحد. تقول فوزية، التي تجاوزت السبعين عاماً، إن أملها الوحيد هو رؤية ابنها وأحفادها مسرورين. يقلقها البعد عن الوطن، وخصوصاً أن أحفادها يتربون في بلد غريب. أحياناً، تلح على ابنها للرجوع إلى أفغانستان، إلا أنه وعائلته يصرون على البقاء.

يعمل ابنا عبد الواحد خان محمد (13عاماً) ومصطفى (12 عاماً) في سوق الخضار، ويكسبان معاً نحو 600 روبية (ستة دولارات) يومياً. وفي المساء، يجلبان الخضار والفاكهة للأسرة، ويساعدان والدهما في شراء السلع للدكان. إلا أن والدتهما تبقى قلقة بشأن تعليمهما.
يقول عبد الواحد إنهما يعيشان في الغربة، وحتى لو أتمّا تعليمهما سيعودان في نهاية المطاف إلى السوق للعمل. أما صهيب (8 أعوام ) وسيد محمد (6 أعوام) فيذهبان إلى مدرسة دينية ويتعلمان القرآن. برأي عبد الواحد، التعليم الديني كافٍ.

إقرأ أيضاً: نزوح باكستانيّ يتبعه لجوء إلى أفغانستان
المساهمون