عبد الله قرداش... الخليفة المرجح لتولي مهام "داعش" بعد البغدادي؟

22 اغسطس 2019
تكهنات حول تعرض البغدادي لإصابة (الأناضول)
+ الخط -

يُثار منذ الثامن من شهر أغسطس/آب الحالي، لغط حول نقل زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي أبو بكر البغدادي سلطة إدارة التنظيم اليومية إلى أحد نوابه، العراقي عبد الله قرداش، وسط تقارير تفيد بأنّه "الخليفة المرجح".

وعلى الرغم من تداول وكالات أنباء وصحف عربية وأجنبية للخبر، إلا أنّ وسائل النشر التابعة لتنظيم "داعش"، سواء الموجودة من خلال منصة "تويتر"، أو قناة وكالة "أعماق"، وقناة "ناشر نيوز" على تطبيق "تلغرام"، تخلو من أي إشارة إلى البيان الذي انتشر يوم 8 من أغسطس/آب الحالي، ويتحدث فيه عن تسمية قرداش خليفة للبغدادي.

البيان يُطعن في صحته لعدة أسباب، أولها أنّ وكالة "أعماق" متخصصة بالأخبار التي تتعلق بالعمليات الإرهابية لتنظيم "داعش" في العراق وسورية ومناطق أخرى ينشط فيها التنظيم، بينما مؤسسة "الفرقان" هي التي تتولى إعلانات مماثلة في حال وجدت، كما أنّ التنظيم يعتمد البيعة وليس الترشيح.

كما أنّ البيان المنسوب لتنظيم "داعش" استخدم عبارة "خليفة المجاهدين"، بينما باقي بيانات التنظيم تعتمد عبارة "خليفة المسلمين"، أو أمير المؤمنين"، عدا عن أنّ مجلس الشورى في تنظيم "داعش" هو المسؤول عما يعرف بـ"البيعات"، وليس البغدادي.

ودفعت هذه الملاحظات بمراقبين متخصصين بشؤون التنظيمات إلى اعتبار البيان مشكوكاً في صحته، خاصة في ظل ندرة المعلومات عن أحوال زعيم التنظيم وقياداته المتبقين.

وفي ظل عدم ظهور أي إشارة من "داعش" لتأكيد أو نفي ما يتم تداوله من معلومات، برزت العديد من التفاصيل بشأن قرداش والمهام السابقة التي كان يؤديها.

وفي هذا الإطار، ذكرت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، اليوم الخميس، أنّ قرداش ضابط المخابرات السابق في جيش صدام حسين بالعراق، ترقى في صفوف التنظيمات الجهادية منذ احتلال العراق عام 2003.


ونقلت الصحيفة عن الخبير الأمني العراقي فاضل أبو رغيف، قوله إنّ قرداش كان معتقلاً في سجن "بوكا" (بمحافظة البصرة)، وسبق أن شغل منصباً شرعياً عاماً لتنظيم "القاعدة"، وهو خريج كلية الإمام الأعظم في مدينة الموصل.

وأضاف أبو رغيف أنّ قرداش كان مقرباً من القيادي أبو علاء العفري (نائب البغدادي والرجل الثاني في "داعش"، وقتل عام 2016)، "وكان والده خطيباً مفوّهاً وعقلانياً".

وأشار إلى أنّ قرداش اتسم بالقسوة والتسلط والتشدد، وكان أول المستقبلين للبغدادي إبان سقوط الموصل، ويُعرف في أوساط عناصر التنظيم بـ"البروفسور".


وفي نهاية يوليو/تموز الماضي، قال رئيس "خلية الصقور" التابعة للداخلية العراقية أبو علي البصري، إنّ البغدادي موجود في سورية، وأجرى تغييرات لتعويض الذين قُتلوا خلال السنوات الماضية.

وذكر البصري أنّ زعيم "داعش" يعاني من شلل في أطرافه، بسبب إصابته بشظايا صاروخ في العمود الفقري خلال عملية لـ"خلية الصقور" بالتنسيق مع القوات الجوية أثناء اجتماعه بمعاونيه في منطقة هجين، جنوب شرقي محافظة دير الزور السورية، قبل تحريرها عام 2018.

وكان أول تسجيل مصور للبغدادي قد نُشر في إبريل/نيسان منذ خمس سنوات، وظهر فيه بصحة جيدة.

وتعتقد أجهزة المخابرات الغربية أنّ البغدادي يختبئ في محافظة الأنبار، غربي العراق، بحسب الصحيفة. ومنذ سقوط الباغوز بدير الزور، والتي كانت آخر معاقل التنظيم المدنية، يوجد التنظيم في جيوب متفرقة في كل من العراق وسورية.