عبد الكريم دالي.. استعادة موحد مدارس الموسيقى الأندلسية

11 مايو 2018
(عبد الكريم دالي)
+ الخط -

بمناسبة مرور أربعين عاماً على رحيله، أقام "قصر الثقافة" في تلمسان، أمس، ندوة استعادية لأثر الموسيقي الجزائري عبد الكريم دالي (1914- 1978) أحد أبرز شيوخ الحوزي في الجزائر والمؤثر في مدرستين موسيقيتين أساسيتين هي الصنعة (الاسم الجزائري للموسيقى الأندلسية) والغرناطية، لا سيما وأن هذه الأخيرة نوع موسيقي احتضنته بالتحديد تلمسان مسقط رأس دالي.

في ندوة أمس قدّم الأكاديمي توفيق بن غبريط مداخلة حول هذا الأثر الذي تركه دالي، ووصفه بأنه "كان موحداً للمدارس الموسيقية الأندلسية التي عرفت في الجزائر العاصمة وتلمسان وقسنطينة"، مبيناً أن "تنقله المستمر خاصة بين العاصمة وتلمسان مكنه من أن يجمع بين المدارس الموسيقية المنتشرة فيهما وأن يؤلف بينها".

كان دالي قد اكتشف موهبته على يد الشّيخ عمر بقشي الذي علّمه مبادئ الموسيقى الأندلسيّة، قبل أن ينتقل لكي يكون تلميذ عبد السلام بن ساري، ثم الشيخ يحيى بندالي الذي كان يمثّل نجم الموسيقى الغرناطيّة.

تعلم الفتى بفضل شيوخه العزف على آلة المندولين. ثمّ على الكمان والنّاي وأخيراً تلقى تعليمه على العود.

وفي بداياته انتقل إلى الغناء في فرقة "العربي بن ساري" وكانت تعتبر أبرز فرقة في زمانها، وغنى معها الطرب المصري من أغنيات أم كلثوم وعبد الوهاب، قبل أن ينتقل إلى فرقة الشيخة "تتمة".

في العام 1930، قام الشاب دالي بتسجيل عدة أغان ومواويل من بينها "مع ناري"، "كيف أملي" ألحقها بتسجيل عشرين أسطوانة عام 1938 مع شركة Algériaphone.

ساهم دالي في تكوين مكتبة تضم مختارات من الموسيقى الأندلسية، وقام أيضا بتسجيل نوبات مدرسة تلمسان.

الوثائق المتوفرة والتسجيلات المحمّلة لدالي على الإنترنت قليلة جداً، لذلك قد تكون هذه مناسبة للتذكير بضرورة عمل فيلم وثائقي عن تجربته وحفظ مجهوده وسواه إلكترونياً ليتسنى الاطلاع عليه لمن يبحث في تاريخ الموسيقى الجزائرية أو الغناء الأندلسي بالعموم.

المساهمون