منذ سنوات، بدأت الدراسات الجندرية تخرج من ذلك الخطاب المتقاطع مع الأدبيات النسوية، حيث لامست العديد من التخصّصات المعرفية؛ كالعلوم الجينية وعلم النفس وعلم الاجتماع، كما أنها تجاوزت الخطاب الاحتجاجي إلى تأسيس مجال معرفي مستقلّ. بدأت هذه المظاهر تشقّ طريقها في السنوات الأخيرة نحو البحوث العلمية في العالم العربي، وترتبط بالتالي مع المجالات المعرفية المختلفة.
في إطار أنشطة تحمل تسمية "جمع المؤنّث"، ينظّم "المركز الثقافي النسوي" سلسلة محاضرات لعالم الاجتماع المغربي عبد الصمد الديالمي يخصّصها لقضية الجندر في المغرب، وضمنها يلقي غداً في مقر المركز في الرباط، محاضرته الثانية والتي تحمل عنوان "التحوّلات الجنسية في المغرب".
كانت أولى محاضرات صاحب كتاب "سوسيولوجيا الجنسانية العربية" ضمن أنشطة "جمع المؤنّث"، في 29 أيلول/ سبتمبر الماضي، وكانت بعنوان "مساواة الجندر"، بينما ستكون المحاضرة الأخيرة في العاشر من الشهر المقبل بعنوان "ذكورية جديدة شرطاً للمساواة".
لعلّنا، من خلال عناوين المحاضرات، نستشف المسار الذي ينتهجه الديالمي في مقاربة الجندرية، فإضافة إلى تبيان فضاء تحرّكها ضمن التمثّلات الثقافية المهيمنة في المغرب، يقدّم رؤية لمفاهيم تحتكّ مع جملة المساحات التي تتحرّك فيها المسألة الجندرية، وعلى رأسها الذكورية، باعتبارها تمثّل المكوّن السوسيوثقافي المهيمن في العلاقات الاجتماعية، والذي يمنع بلوغ التطلّع الأبرز في الدراسات الجندرية: المساواة.