عبدالمجيد عبدالله.. بقي اسمه وغاب حضوره

11 اغسطس 2015
ألبومه الجديد يضم 20 أغنية (فيسبوك)
+ الخط -


على وقع إعلان الفنان السعودي، عبدالمجيد عبدالله، طرح ألبومه الغنائي الجديد "اسمعني" خلال الشهر الحالي، يتبادر إلى الذهن مباشرةً أنّ "عصفور الفن" كما يلقبه جمهوره بات ركناً في أرشيف الغناء الخليجي كاسم، بعد أن غابت أغانيه الضاربة.

عبدالمجيد عبدالله، الذي شكّل خطاً غنائياً مختلفاً، منتصف تسعينيات القرن الماضي، بأغانيه التي تذوب رومانسية، متفقةً مع صورته كمطرب حساس، شكل لنفسه قاعدة غنائية خاصة، في الوقت الذي انقسم فيه مطربو جيله إلى نوعين، الأول: من أراد أن يلحق مدرسة طلال المداح، ومحمد عمر، ومحمد عبده، وعبد الكريم عبد القادر، عبر تقديم الأغاني الطويلة، والثاني: من استسهل الإيقاعات الخليجية، واعتمد على نقرات الطبول ليصل بشكل أسرع إلى الجمهور.

ظهر عبدالمجيد عبدالله مختلفاً، وأهّلته أغاني مثل "كيف أسيبك" و"رهيب" و"كلمة أحبك" لأن يخرج من عباءة المطرب الخليجي، ليكون عربياً بامتياز، حيث فتح الباب أمام زملائه الخليجيين الشباب، ليطلوا من خلال مهرجانات عربية كـ"جرش" و"المحبة والسلام"، بل حتى أنه عرف كيف يطوع الجمهور المصري، صاحب المزاج الصعب، ويشّده إليه بعذوبة عوده و"بياض" مفردات أغانيه التي صارت مفهومة.

في السنوات العشر الأخيرة (والتي أعقبت تندر محمد عبده على عبدالمجيد عبدالله، عندما غامر الأخير وأصدر ألبوم "ليالينا" متضمناً خمس عشرة أغنية، قبل ازدهار عصر الـ CD والإنترنت وكان سعر الـCD وقتها في الخليج العربي 15 ريالاً، عندما وصف عبده أغاني عبدالمجيد بأن كل أغنية بريال)، لم يستطع أن يبقى المطرب الرومانسي الهادئ الذي اخترق مجاميع الجمهور العربي بأغانيه، وانجرف خلف أغنية السوق والأعراس والأغاني الخاصة، ولم يشفع له سوى تواجده السنوي في مهرجان الجنادرية كي يبقى في دائرة الضوء، مبرراً رفضه إحياء حفلات جماهيرية بالفوضى وسوء التنظيم الذي يرافق معظم هذه الحفلات، قبل أن يكسر الحصار لمرة واحدة نهاية عام 2014، ويقدم حفلاً مع شركة روتانا في دبي، حيث مهّد فيه لعودته إلى الساحة الفنية بعد انقطاع طويل.

بات عبدالمجيد يعتمد في أغانيه على الأسماء المستعارة من شعراء وملحنين، والعارفين ببواطن الأمور، يعلمون أنها أسماء لأمراء وشيوخ من الخليج العربي، لا يرغبون في نشر أسمائهم الصريحة على الأغاني، إما لعيب اجتماعي ما، أو تنصلاً من مسؤولية الانجراف وراء الغناء في الوقت الذي يكون فيه "الأمير أو الشيخ/الشاعر" صاحب مسؤولية رسمية ومنصب في بلده.

المقلق في مسيرة الفنان وزملائه، أنهم باتوا يستسهلون الغناء من كلمات وألحان الأسماء المستعارة، فهم يقبضون مبالغ طائلة مقابل وضع أصواتهم على أغاني، ولا يتعب الفنانون أنفسهم في البحث عن أغانٍ جديدة الفكرة والمضمون، وتؤمن لهم النجاح والاستمرار. عبدالمجيد عبدالله وأقرانه استهوتهم نظرية الغناء مقابل المال، وباتت لا تهمهم القيمة الفنية، ما داموا أسماء لامعة في عالم الغناء، فمشوا على المثل المصري القديم: (إن طلع صيتك.. اتغطى ونَمْ).


اقرأ أيضاً: حسين الجسمي.. المغرّد الوحيد خارج سرب الخليج
المساهمون