عبدالله حبيب.. قنديل بعيد عن الشمس

19 ابريل 2016
(عبدالله حبيب)
+ الخط -

مع نشر هذه الأسطر، يكون الكاتب والشاعر والناقد السينمائي العُماني عبدالله حبيب (1964) على وشك إكمال يومه الخامس بعيداً عن الشمس، بعد اعتقاله الجمعة الماضي، من دون الإعلان عن أسباب ذلك.

غير أن "المرصد العماني لحقوق الإنسان" يرجّح أن يكون للاعتقال علاقةٌ بكتابات حبيب على فيسبوك، ومساهمته في حملة للمطالبة بتجنيس الشاب حافظ محمد شاكر، ابن الناشطة العُمانية حبيبة الهنائي.

ويعتقد المرصد أن أكثر ما يكون قد أثار حفيظة السلطات الأمنية اتجاه حبيب هو تناوله "ثورة ظفار" و"الجبهة الشعبية"، وحديثه عن عدد من الشخصيات التي شاركت في تلك الأحداث، مطالباً السلطات العُمانية بـ "التحلّي بواجبها الأخلاقي والكشف عن أماكن دفن شهداء الجبهة الذين أعدمتهم السلطة في 1972 و1974".

وطالب المرصد بإطلاق سراح الكاتب "فوراً، وضمان حرية الرأي التعبير لأي فرد"، معتبراً أن "السلطات الأمنية ممثّلةً في جهاز الأمن الداخلي ومكتب الأمن السلطاني يمثّلان عقبةً أمام حرية الرأي والتعبير والنشاط الحقوقي والاجتماعي" في البلاد، مشيراً إلّا أنهما كثيراً ما كانا يلجآن إلى "تلفيق التهم الكيدية ضدّ الكتّاب والناشطين، ما أدّى إلى تراجع كبير في حرية التعبير".

من جهته، ذكر "مركز الخليج لحقوق الإنسان" أن حبيب احتُجز "بمعزل عن العالم الخارجي لدى القسم الخاص الذي يمثل الذراع التنفيذي لجهاز الأمن الداخلي، ولم يُسمح له بالاتصال بأسرته أو محاميه".

وكان الروائي العُماني سليمان المعمري ذكر عبر حسابه على فيسبوك أن حبيب تلقّى، الجمعة، استدعاءً من جهات أمنية، من دون تحديد الأسباب، مضيفاً: "رغم طلبه المتكرّر بتأجيل الذهاب إليهم إلى الغد، بسبب ظرفه الصحي، إلا أنهم أصرّوا عليه أن يذهب الآن".

في تلك الأثناء، دشّن كتّاب عُمانيون وعرب حملة تضامن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ كتب عددٌ منهم على صفحة حبيب على فيسبوك مندّداً باعتقاله، ومؤكّداً براءته من تهمة "المساس بالوحدة الوطنية" التي قد تُوجّه إليه بسبب كتاباته، بينما اكتفت "الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء"، بالقول على لسان أمين سرّها خلفان الزيدي بأنها تُتابع مجريات القضية باهتمام، بما هو واجب عليها تجاه مثل هذه القضايا".

يجمع حبيب، الحاصل على شهادة في الدراسات النقدية السينمائية من جامعة كاليفورنيا بالولايات المتّحدة عام 2005، بين الشعر والسرد والترجمة والنقد والإخراج السينمائيين والعمل الأكاديمي. أخرج عدداً من الأفلام السينمائية القصيرة هي "شاعر"، و"حلم"، و"رؤيا"، و"تمثال"، و"هذا ليس غليوناً"، كما يعتبر من أبرز نقاد السينما الخليجيين. 

من كتاباته "صورة معلّقة على الليل (1993)، و"قشّة البحر" (1994)، و"ليلميّات" (1994)، "مساءلات سينمائية" (2009)، و"أنامل زغبى على عزلة الشاهدة"، و"قنديل بعيد عن الشمس" (2016).

دلالات
المساهمون