جاءت مطالبات الرئيس الفلسطيني، في كلمة له بثها تلفزيون فلسطين الرسمي، بعد ساعات من الأنباء التي أشيعت عن إصابة عدة أسرى فلسطينيين في سجن مجدو الإسرائيلي بفيروس كورونا، وهو ما نفته هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية.
من جانب آخر، قال عباس: "إننا نبذل قصارى جهدنا، ونسخر كل إمكاناتنا، من أجل مواجهة فيروس كورونا الخطير الذي يهاجم العالم بأسره، ونعمل من خلال المؤسسات المختصة من أجل حماية أبناء شعبنا منه، مؤكداً: "أعطيت توجيهاتي منذ اليوم الأول للحكومة الفلسطينية من أجل اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لتأمين الوقاية للجميع، وتوفير العناية والعلاج لمن أصيبوا بهذا الفيروس"، فيما أشار الرئيس عباس إلى أنه وجّه الحكومة لدراسة التبعات الاقتصادية المترتبة على هذه الأزمة وكيفية معالجتها.
وأكد عباس على وجوب الالتزام بالتعليمات التي تصدر عن الحكومة والجهات المختصة والتعاون معها من أجل سلامة المواطنين الفلسطينيين، ودعا القطاع الخاص، بقطاعاته كافة، إلى "مشاركة الحكومة في مواجهة هذا الخطر، فالمسؤولية مشتركة والواجب يقع على عاتق الجميع".
وقال: "رغم إمكاناتنا المحدودة، قد تمكنا حتى الآن، وبفضل الله وعونه، من حصر خطر هذا الفيروس في أضيق نطاق، وذلك بفضل وعي شعبنا وتعاونه مع الحكومة والجهات المختصة الأخرى".
وتابع: "لا نريد أيتها الأخوات، أيها الأخوة، أن نهول أو نخلق حالة من الهلع، وفي نفس الوقت لا يمكن التقليل من المخاطر التي يمكن أن يتسبب بها هذا الفيروس، ما يوجب علينا الالتزام الكامل بإجراءات الوقاية، ومتابعة إرشادات الحكومة عبر وسائل الإعلام الرسمية، والحذر الحذر من أية إشاعات أو أخبار غير موثوقة".
من جانبه، شدد المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، في كلمة له، خلال الإيجاز الصحافي المسائي، على أن الأنباء التي راجت حول إصابة عدد من الأسرى "لم يتم التأكد منها، ونتمنى أن لا تكون صحيحة، ولكننا سنظل ننظر إلى الأسرى في المعتقلات الإسرائيلية على أنهم في خطر طالما لا توجد أي تقارير دولية من منظمة الصحة العالمية تطمئننا على أحوالهم الصحية".
وقال: "نرجو من منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر أن يزور المعتقلين في المعتقلات الإسرائيلية ويصدر تقريرا حول ما أشيع عن إصابات بينهم، ودون ذلك وبدون ذلك سننظر أنهم بخطر".
من جانب آخر، اعتبر ملحم اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، لمدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية، وإزاحة السواتر والحواجز التي وضعتها الحكومة الفلسطينية في بيت لحم ضمن التدابير الاحترازية، أنه "تقويض لتلك التدابير الاحترازية والجهد الحكومي والجهد الشعبي التي تضافرت لدرء هذا الوباء، حيث لم تكن هناك أية أسباب أمنية، وهو ما يشكل خرقا للمعايير التي حددتها منظمة الصحة العالمية للدول في مواجهة هذا الوباء عبر الإجراءات الاحترازية والوقائية التي أشادت بها منظمة الصحة العالمية"، فيما طالب الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بـ"كبح جماح هذه البلطجة الإسرائيلية التي تحاول تقويض الجهود الفلسطينية لمواجهة هذا الوباء".
في هذه الأثناء، أكد ملحم أنه تم أخذ عينات من المصابين بكورونا في بيت لحم، ولم تصدر نتائجها، فيما صدرت نتائج 74 عينة كانت تحت الفحص اليوم، وجميعها كانت سلبية؛ أي غير مصابة.
بدورها، شددت القوى الوطنية والإسلامية لمحافظة رام الله والبيرة، في بيان لها، على ضرورة حماية الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال، وحملت دولة الاحتلال المسؤولية المباشرة عن حياتهم، وطالبت المؤسسات الدولية بالتدخل الفوري للإفراج عنهم بموجب كل المواثيق الدولية.
ودعت القوى إلى ضرورة العمل على تشكيل لجان الطوارئ المناطقية في القرى والأرياف، ورفع الجهوزية فيما لو تم رفع درجة الطوارئ في محافظة رام الله والبيرة خلال الفترة القريبة القادمة من حيث تكامل الجهد، والإسناد للفئات الفقيرة والمعوزين، والعمل على حماية أبناء الشعب الفلسطيني، وتوفير شبكة أمان لكل من يحتاج المساعدة، مشددة على ضرورة محاصرة الشائعات والأخبار من غير المصدر الرسمي.
على صعيد آخر، قرر محافظ محافظة جنين شمال الضفة الغربية، أكرم الرجوب، إغلاق كافة مختبرات وعيادات طب وجراحة الأسنان العاملة في القطاع الخاص في محافظة جنين، باستثناء الحالات الطارئة، اعتباراً من هذا اليوم الخميس، وذلك حفاظاً على السلامة العامة وإجراءً وقائياً، للحد من انتشاء وباء فيروس كورونا المستجد.
وأنهت وزارة الصحة الفلسطينية تحضيراتها لأماكن العزل والعلاج فيما يتعلق بالمخالطين أو المشتبه بإصابتهم والمصابين بفيروس كورونا في العاصمة الفلسطينية القدس.