عباس يرفض عرضاً إسرائيلياً مشروطا بالإفراج عن 30 أسيراً

04 ابريل 2014
عريقات يلتقي ليفني برعاية أميركية بشكل مستمر (ستان هوندا،Getty)
+ الخط -

كشف مصدر فلسطيني مطّلع، لـ"العربي الجديد"، أن قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الإسرائيلي قد اتصل بعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ، عصر اليوم الخميس، طالباً منه أن يقدم عرضاً إسرائيلياً على الرئيس محمود عباس بخصوص الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى، مفاده إطلاق سراح الدفعة البالغ عددها 30 أسيراً شرط أن يتم إبعاد أسرى الأراضي المحتلة عام 1948، والبالغ عددهم 10 أسرى، إلى قطاع غزة.

وأكد المصدر نفسه أن عباس رفض هذا العرض، على اعتبار أنه لا يحمل أي جديد.

وعلم "العربي الجديد"، من مصادر مطلعة، أن عباس طلب من كبير المفاوضين، صائب عريقات، ورئيس جهاز الاستخبارات، ماجد فرج، عدم لقاء الوفد الإسرائيلي الخاص بالمفاوضات، وذلك بعد لقاء ليلة أمس، الذي استمر أكثر من سبع ساعات ولم يسفر عن أي جديد، سوى مزيد من التهديدات الإسرائيلية للفلسطينيين.

وأضافت المصادر نفسها أن "الرئيس لم يوقف المفاوضات، لكنه أرجأها الى حين عودة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى الأراضي الفلسطينية مطلع الأسبوع المقبل".

وكان عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد اشتية، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد المجدلاني، قد نفيا لـ"العربي الجديد"، عصر اليوم الخميس، وجود أي معلومة رسمية حول زيارة جون كيري.

وبحسب مصادر "العربي الجديد"، فإن "عباس هو مَن ألغى زيارة جون كيري التي كانت متوقعة يوم أمس، وفضّل أن يرد على رسالة الوسيط الأميركي الذي أبلغه برفض إسرائيل إطلاق سراح دفعة متّفق عليها من مئات الأسرى في أيار المقبل، إضافة لرفضها القاطع أي وقف هادئ للاستيطان، بخطاب في الأول من نيسان وقّع فيه على الهواء مباشرة الانضمام الى 15 هيئة واتفاقية دولية".

وقالت مصادر من دائرة المفاوضات الفلسطينية، إن "كيري صُدم من خطوة عباس، وقال لوزيرة العدل الإسرائيلية، تسيبي ليفني: حسب معلوماتكم الاستخباراتية، فإن عباس لن يلجأ للأمم المتحدة وها هو يفعل".

وأكدت مصادر مطلعة أخرى في القيادة الفلسطينية، لـ"العربي الجديد"، أن "القيادة الفلسطينية ستقوم بالتوقيع على دفعة جديدة مكوّنة من 15 اتفاقية جديدة للهيئات الدولية، إذا لم يتم إطلاق سراح الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى قبل 29 أبريل/ نيسان الجاري، وهو التاريخ المحدد لانقضاء التسعة شهور المتفق عليها للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية أميركية".

وتابعت المصادر نفسها: "نعلم أن الوضع سيئ جداً، واللقاءات مع الإسرائيليين تتّسم بالشراسة الشديدة، لكن كل ما نستطيع أن نقوله إننا في هذه المرحلة نتحدث مع الإسرائيليين بنديّة، وهذا نادراً ما حدث في تاريخ مفاوضاتنا معهم".

وفي وقت سابق، قال المجدلاني، لـ"العربي الجديد"، إنه "لا توجد هناك أي معلومة رسمية عن زيارة وشيكة لكيري، ما يزيد الأمر تعقيداً". وتابع المجدلاني: "من الواضح أن الامور تذهب لمزيد من التعقيد مع طول الوقت، لا حلّ يلوح في الأفق، على الرغم من الاجتماع المطوّل، ليلة أمس، للوفد الفلسطيني مع الوفد الإسرائيلي في ظل حضور الوسيط الأميركي، مارتن أنديك".

وأكد أن خطوة عباس "كانت من ضمن السيناريوهات التي أقرتها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قبل عامين، حيث تم التوافق على التوقيع على الـ15 اتفاقية دولية، عندما تصل الأمور مع إسرائيل إلى طريق مسدود".

وفي السياق، قال مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، اشترط عدم ذكر اسمه، إن "الرئيس عباس لديه في هذه المرحلة ثلاث ثوابت هامة، أولاً: لا نريد مواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية، ثانياً: لا نريد مواجهة مع شعبنا، وثالثاً: الباب مفتوح أمام إسرائيل لإطلاق سراح الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى".

وتابع: "مقابلة أمس، بين الوفد الفلسطيني، الذي ضمّ عريقات ورئيس جهاز المخابرات، ماجد فرج، تندرج في سياق النقطة الثالثة وهي إبقاء الباب مفتوحاً مع إسرائيل حتى إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى".

ومنذ أن استقال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد اشتية من الوفد المفاوض في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2013، ورئيس جهاز الاستخبارات الفلسطيني، ماجد فرج، يشارك عريقات في كل الجولات التفاوضية، في الداخل والخارج، حيث رافق الرئيس في زيارته الأخيرة لواشنطن.

وفيما إذا قام عباس بتعيين فرج بشكل رسمي في الوفد الفلسطيني المفاوض بعد استقاله اشتية، قال مصدر مطلع: "هو كذلك، ولا داعٍ لأن يعلن أبو مازن ذلك بشكل رسمي، وتثمين الرئيس لجهود فرج، كما نقلها اليوم عريقات، أكبر دليل على رضا الرئيس عن أداء فرج".

من جهته، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" والمفاوض المستقيل محمد اشتية: "الكرة الآن في ملعب إسرائيل. المطلوب إطلاق سراح الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى، ولن تقوم القيادة الفلسطينية بدفع ثمن هذه الدفعة أكثر من مرة كما تريد إسرائيل".

واتفق أكثر من مسؤول فلسطيني على أن المفاوضات الحالية مع إسرائيل لن تسفر عن أي نتيجة حتى في حال تمديدها. وقال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" حاتم عبد القادر، لـ"العربي الجديد"، إن "المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، والقيادة مطالبة بتفعيل بدائل المواجهة".

ووصف عبد القادر لقاء الأمس، بين عريقات ووزيرة العدل الإسرائيلية، تسيبي ليفني، وبرعاية الوسيط الأميركي، مارتن إنديك، بأنه "كان شاقاً وصعباً، واستغرق أكثر من سبع ساعات، لم يطرح خلالها الإسرائيليون سوى قضايا غير ذات قيمة"، معرباً عن اعتقاده بأنه حتى لو تقرر تمديد المفاوضات، فإن هذه المفاوضات لن تسفر عن أية نتائج.

وقال عبد القادر إنه من دون تدخل أميركي جاد وحقيقي، فإن مجمل العملية مهددة بالانهيار، موضحاً أن الطرف الإسرائيلي حذر الفلسطينيين من النتائج المترتبة عن انضمامهم للهيئات الدولية، فيما توعّد الطرف الفلسطيني رداً على التهديدات الإسرائيلية بالتوجه والانضمام إلى مزيد من هذه الهيئات وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية، "ما يعني أن الفلسطينيين سيتمكنون من منع نصف المسؤولين الإسرائيليين من السفر إلى الخارج".

ووصف مصدر أوروبي، لـ"العربي الجديد"، الاتفاقيات الدولية الـ15 التي وقّعها عباس قبل يومين بأنها "اتفاقيات ليّنة" وجزء من الضغوط السياسية التي تقوم بها السلطة الفلسطينية على إسرائيل. ونفى ما تردد من أنباء عن قيام السلطة الفلسطينية بوضع جدول زمني للانضمام لبقية الهيئات والاتفاقيات الدولية.

واجتمع كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، مع قيادات في حركة "فتح"، اليوم الخميس، في مقر التعبئة والتنظيم للحركة، وناقش معهم آخر المستجدات، حيث قال أحد قياديي فتح، لـ"العربي الجديد": "كان صائب متشائماً، ووصف لقاء أمس باللقاء الشرس أكثر منه لقاء مفاوضات".

ونقل مصدر فلسطيني عن عريقات قوله: "الرئيس أبو مازن أخبرني، صباح اليوم، أنه لو استشهد لن يتراجع عن أي خطوة من خطواته التي اتخذها، ونقل لي اعتزازه بماجد فرج ومواقفه المشرّفة".

 

المساهمون