دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الجمعة، إلى اجتماع طارئ وموسع للقيادة الفلسطينية للوقوف على آخر التطورات التي يشهدها المسجد الأقصى، بعد أن فشلت كل الاتصالات مع الدول العربية والإدارة الأميركية لثني دولة الاحتلال الإسرائيلي عن مواصلة إغلاق الأقصى ووضع البوابات الإلكترونية على أبوابه، وتغيير الأمر الواقع.
ويعتبر هذا الاجتماع الطارئ الثاني الذي تدعو إليه القيادة الفلسطينية منذ عامين، حيث كان آخر اجتماع مشابه بعد مأساة عائلة دوابشة في قرية دوما، شرق نابلس، حيث قام مستوطنون بحرق أفراد العائلة وهم نيام في 31/تموز 2015.
ومن المتوقع أن يشارك في الاجتماع الموسع، الذي يعقد مساءً في مقر الرئاسة برام الله، أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وأعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح"، ورئيس جهاز المخابرات الفلسطيني ماجد فرج ورئيس الحكومة رامي الحمد لله.
وأوضحت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي، لـ"العربي الجديد"، أن "لدينا اجتماعا طارئا للقيادة، ويهدف الاجتماع إلى مراجعة كل الخطوات التي اتخذت، وتقديم اقتراحات وخطوات جديدة حول التطورات الأخيرة في المسجد الأقصى".
ونفت عشراوي أن تكون هناك أجندة أو رؤية واضحة حول ما ستقرره القيادة مساء اليوم، قائلة: "هذا اجتماع طارئ ولم يتم التحضير له مسبقاً، حتى نعرف ماذا سينتج عنه".
بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، لـ"العربي الجديد": "ننتظر ما سيقوله الرئيس محمود عباس، عما رشح بعد الاتصالات المكثفة التي قامت بها القيادة الفلسطينية مع الدول العربية وجامعة الدول العربية والإدارة الأميركية".
وعن مجريات هذه الاتصالات، قال: "الأردن قامت باتصالات مكثفة مع الجامعة العربية ولجنة القدس وكل المستويات العربية والإسلامية والدولية لمحاصرة ما يجري، وكان هناك تنسيق فلسطيني أردني مشترك لكيفية مواجهة التصعيد الإسرائيلي، ورغم كل هذه الجهود إلا أن نتنياهو ضرب عرض الحائط بكل هذه الجهود الدولية، لأنه يعتبر أن معركة القدس هي معركته المقبلة، ويريد أن يثبت أمراً واقعاً جديداً عبر التصعيد الحالي".
وأوضح عضو اللجنة التنفيذية أنه "في حال لم ترتق المؤسسات العربية لمستوى التحدي فلا حاجة لوجود كل المؤسسات التنسيقية العربية"، مشيراً إلى أنه "حتى الآن ردود الفعل العربية والإسلامية خجولة وتقتصر على البيانات التي لا تساوي شيئا على الأرض".
ولم تنقطع الأخبار منذ يوم الجمعة الماضي عن اتصالات وجهود تقوم بها المملكة الأردنية ومصر وجامعة الدول العربية، فضلاً عن اتصالات بين الرئيس محمود عباس والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأخيرا اتصال بين عباس وكبير مستشاري الرئيس الأميركي ومبعوثه إلى الشرق الأوسط جارد كوشنر، مساء أمس الخميس.
وطالب عباس الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتدخل العاجل لإلزام إسرائيل بالتراجع عن خطواتها في المسجد الأقصى بما فيها إزالة البوابات الإلكترونية.
وحول ما هو متوقع من اجتماع اليوم، قال أبو يوسف: "بصراحة يجب أن تكون هناك قرارات مهمة، وخطوات حقيقية والتي تتمثل بمطالبة مجلس الأمن بعقد اجتماع طارئ من أجل التأكيد على قراراته الصادرة عنه عبر السنوات الماضية والتي تؤكد على بطلان ضم دولة الاحتلال الإسرائيلي للقدس، وعدم حفاظ حكومة الاحتلال على الوضع القائم في مدينة القدس، وهناك قرارات لمجلس الأمن تؤكد على هذا الأمر".
وتابع: "مطلوب بشكل فوري من مجلس الأمن مراجعة قراراته، وتوفير حماية دولية للمدينة المقدسة".
وحول المطلوب من القيادة الفلسطينية، قال: "لا بد من اتخاذ قرار فلسطيني بإنهاء كل أشكال العلاقة مع الاحتلال وتنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني عام 2015 بوقف كل العلاقات الأمنية والاقتصادية والسياسية مع الاحتلال الإسرائيلي".
وفي السياق، اجتمع الرئيس الفلسطيني، فور وصوله فجر اليوم الجمعة، مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (وفا).
وقدم فرج "تقريراً تفصيلياً عن الأوضاع الأمنية في الأرض الفلسطينية، وخصوصاً الوضع المتوتر في القدس والمسجد الأقصى، والتداعيات المتوقعة على ضوء قرار الاحتلال بعدم إزالة البوابات الإلكترونية وكاميرات المراقبة والحواجز، واستمراره بإغلاق أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين".