عام مغربي قديم

02 يناير 2015
منير فاطمي/ المغرب
+ الخط -

ها قد بدأت سنة جديدة ستضاف إلى عمر الثقافة في المغرب، ولن تختلف كثيراً عن السنوات التي سبقتها. السينما ستأخذ أكبر حصة من المال، والمهرجانات التي يرعاها الملك ستكون لها الأولوية في كل شيء؛ الدعم والإعلام ونسبة الجمهور. فرق المسرح ستشكو باستمرار من ضعف المنح والإيرادات، أما الأدب فحضوره مثل غيابه كالعادة.

سيموت كاتب أو مفكر "مهمّ"، وسيكون موته حدثاً بسيطاً قد لا تخصّص له القنوات الرسمية أكثر من نصف دقيقة في نشراتها التي تعطي الأسبقية لأولئك الكذّابين الكبار من السياسيين. وسيشرع الكتّاب في تقديم مخطوطاتهم للناشرين الذين يطلبون منهم مقابلاً مادياً من أجل طباعة كتبهم التي لا يُطبع منها في الغالب سوى نسخ قليلة ليس عددها بالضرورة هو المدرج في العقد. والذين لا يرغبون في دفع المال سيهرّبون نصوصهم خارج الحدود بحثاً عن ناشر أقل جشعاً.

ستعلن بعض الجهات عن جوائز للرواية، وأخرى قليلة جداً للشعر، وسيتقدّم المترشحون، ويكتب في الصحافة المحتجون، وستتأجج النيران ثم تهدأ، ويدرك الجميع في نهاية العام أن تلك الجوائز لن تفيد الأدب بشيء، ثم ينسون ذلك مع بداية العام الجديد.

الثقافة في المغرب تكرّر نفسها من عام لآخر، والمهرجانات هي التجلّي الأكبر لهذا التكرار. لم يعد أحد يفكر في ابتكار طرق جديدة تقدّم تلك الإشراقات الفردية والجماعية التي تلمع من حين إلى آخر في سماء هذه البلاد.

دلالات
المساهمون