عام بلا فيسبوك

10 نوفمبر 2014
عام بلا "فيسبوك": الحياة أجمل (GETTY)
+ الخط -
لم أكن من الرواد أو حتى من السباقين في ولوج عالم "فيسبوك"، فقد كنت مكتفياً بوسائل التواصل التقليدي. ولما كان أحدهم يعلم أنني لا أتمتع بفضيلة "فيسبوك" كنت أواجه بسيل من الاستهجان، وأحياناً بمظاهرة من الشجب والاستنكار. وذات يوم، تسلل إلى دواخلي شيء من الغيرة المخلوطة ببعض الفضول، المعجون بقليل من الرغبة المدفوعة بكثير من الضرورة للحاق بركب العصر، فكان أن افتتحت لنفسي صفحة على "فيسبوك"، دشنتها ببلاغ إلى الناس مشفوع بما توفر من الصور.
وتوالت الأيام، وصرت أحسب رصيدي من محبة الناس أو تجاهلهم -حتى لا أقول كرههم- بعدد "اللايكس" التي أتلقاها. أتواصل مع الناس، وألاقي "اللايك" بـ "لايك" أحسن منه، أناقش وأجادل.
وكما لم أكن من رواد هذا العالم، لم أكن أيضاً من "المتورطين" أو "المدمنين"، لا أقضي الساعات في نشر غسل مذكراتي، ولا أشغل الآخرين في تفاصيل يومياتي، إلا ما ندر من صور مع الأهل والأصدقاء أو "سيخ مشاوي" في حفلة "بار بي كيو"...
حافظت على مسافة "حقيقية" مع أصدقائي الافتراضيين. لكن مع كل هذا الحرص، لم تدم العلاقة بيني و"فيسبوك" طويلاً، وصرت أشعر نفسي "شركة بلا بواب". لا أستطيع رفض دعوة من لا أعرف، وواجب علي مجاملة كل من أعرف... وبات كل من أعرف ولا أعرف يعرف عني كل ما أعرف ولا أعرف. أجد نفسي مجبراً للتعليق أو الرد أو التفاعل مع كل الآراء... والأخطر من كل ذلك، أن محبة الناس وكرههم، باتت قاب "لايك" أو أدنى.
وقبل عام بالضبط، قررت أن أغلق صفحتي على الموقع، وأعلمت كل من يهمني أمرهم، أو أعتقد أن أمري يهمهم، بأنني لست بحاجة إلى "E-friend" أعدهم ولا أجدهم. اليوم، وفي الذكرى السنوية الأولى لعودتي إلى عالم بلا "فيسبوك" أستطيع القول بأن الحياة أجمل.
المساهمون