مع تزايد أعداد النازحين يوماً بعد يوم في الشمال السوري من جراء استمرار حملات النظام العسكرية منذ أشهر على مناطق ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، وتجاوزهم 660 ألفاً حتى الوقت الحالي، دعا نشطاء وعاملون في المجال الإغاثي والإنساني لحملة مناصرة للتخفيف من معاناة النازحين، وتوفير أدنى حاجاتهم.
وقال رئيس المجلس المحلي في مدينة خان شيخون تيم أبو شمس، لـ"العربي الجديد": تم التنسيق مع عدة مجالس محلية في البلدات التي استقبلت النازحين، ونقلنا لهم معاناة الأهالي".
وأضاف أبو شمس: "بظل قصف الطيران والهجمة الشرسة، لا نقدر أو نستطيع الحد من هذه الأزمة والكارثة الإنسانية، وخاصة مع استهداف النظام لكافة المنشآت الحيوية وخاصة في المدن ومنها مدينة خان شيخون".
أما مدير منظمة "سداد" محمد نجار، فقال: "حالياً الاستجابة ضعيفة في مجال الإغاثة والعمليات الإنسانية، ونحن نحاول العمل على موضوع الأضاحي في الوقت الحالي، لكون عيد الأضحى سيحلّ بعد فترة قصيرة".
وتحدث النجار عن خطة "تناقش في الأمم المتحدة بخصوص النازحين والأزمة الإنسانية التي يمرون بها، تهدف لفتح تخصص طارئ للشتاء، والخطة غير معلنة حتى الآن وما زالت في طور المناقشات، وفي الأسبوع القادم سنعمل على إطلاق مشروع بهدف تأمين سلل إغاثية للنازحين".
بدوره مدير فريق "منسقو استجابة سوريا"، محمد حلاج، عقّب على موضوع الحملات المخصصة لمساعدة النازحين، قائلاً لـ"العربي الجديد": "كل الجهات التي تطلق الحملات تصبّ في مجال المناصرة والتأييد لقضية معينة، وهذه الحملة لمناصرة النازحين بأعدادهم المهولة جداً، وفي حال استمرت الحملة العسكرية يمكن أن يزداد العدد، وبالنسبة للناشطين والعاملين في الشأن الإنساني هذا أقل شيء ممكن تقديمه للنازحين".
وتابع حلاج: "بحال أردنا تحقيق الفائدة الأكبر من حملات كهذه لا بد أن تكون منظمة، وتسير على قاعدة مشتركة، وأن يكون هناك تقسيم عادل لأي مردود من هذه الحملات، بحيث نحقق العدالة من هذه الحملات، وفي أكثر من مرة طرحنا فكرة مستودع طوارئ موحد للمنظمات العاملة في المنطقة لحالات الطوارئ في المنطقة، لكن للأسف هناك عدة توجهات وعدة أجندات".
وأضاف حلاج: "إن كانت الأمم المتحدة أو مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لا يمكنهم فعل شيء اليوم، فهم ليسوا عسكريين أو لديهم قاعدة لفرض قوة معينة توقف النزوح أو القصف في المنطقة، وإنما مهمتهم تقديم المساعدات الإنسانية وتنظيم عملية المناصرة للنازحين، وليس من صلاحياتها إن كان دولياً أو محلياً وقف الهجمات".
وأوضح أن "الجهات المحلية في سورية ترفع مقترحات للجهات الدولية للحصول على الدعم، وتحصل عليه لكن حجم النازحين كبير جداً".
وذكرت النازحة من بلدة الهبيط، فاطمة أم عمر (40 عاماً) لـ"العربي الجديد": "نحن بأمسّ الحاجة حالياً للمساعدة، نحتاج لمعونات غذائية وأدوية وغيرها، نحن الآن بلا منازل، فعلياً أصبحنا مشردين وبلا مأوى، والشمس الحارقة يومياً تتسبب بأمراض للأطفال هنا في مخيمات ريف إدلب، ولا نتخيل أن يحلّ الشتاء علينا ونحن بهذه الحالة المبكية".