عاملون مهمّتم جمع جثث ضحايا فيروس كورونا: هذا ما نشاهده

18 مايو 2020
عامل يغطي جثة سيدة توفيت بالفيروس في الإكوادور (Getty)
+ الخط -
في الساعة السادسة مساءً أو الثالثة فجراً، لا يتوقّف هاتف برستون غريفين عن الرنّ. منذ انتشار فيروس كورونا في الولايات المتحدة، بات عمل الشاب الأميركي لا يهدأ، فمهمته هي جمع جثث ضحايا فيروس كورونا، من المنازل أو دور الرعاية أو المستشفيات.

غريفين يتعاون مع شركات خاصة تقوم بجمع جثث ضحايا كورونا قبل دفنها. ومهمة هؤلاء لا تخلو من المصاعب: أولها وجوب ارتداء مجموعة من المعدات والملابس الواقية، ثانيها التعامل مع أسر المتوفين، وأسئلتهم حول الدفن وما يتبعه.

"هذا العمل لا يناسب الجميع. لكنه جزء من الحياة. إنها نهاية الحياة. أريد أن أتأكد من أن العائلات تعرف أنني أعتني بأحبائهم المتوفين، وأنني سأكون لطيفاً مع أجسادهم"، يقول غريفين لموقع "ذا فيلاديلفيا إنكوايرر". لكن مع التفشي السريع للوباء وتراكم أعداد الوفيات، بات غريفين يتعامل مع عمله بشكل فلسفي "ما أشاهده يومياً يجعلني أفكّر في الحياة... إنها قصيرة وغير متوقعة".

بات مارمو يبدو أكثر واقعيةً في التعامل مع مهنته التي تحتّم عليه نقل جثث المتوفين والاهتمام بكل تدابير الدفن: "لدينا مشاكل كثيرة في نيويورك، أولها تقرير الطبيب الشرعي الذي يجب أن يكون موجوداً قبل أن ندفن الجثة. أطباء كثر عندما لا يتأكدون من سبب الوفاة ولا يريدون إضافته إلى قائمة المتوفين بكورونا، يكتبون أن السبب هو التهاب في الرئتين، لكن الطبيب الشرعي يصرّ على التأكد من السبب، وهو ما يأخذ حوالي ثلاثة أيام، تبقى فيه الجثث معنا قبل دفنها" يقول لموقع "بيزنس إنسايدر".

تواجه كيم زامبيتو مشاكل شبيهة في عملها اليومي منذ انطلاق فيروس كورونا، لكنها تركّز على التفاصيل اللوجستية في عمل جمع الجثث ونقلها. فتقول لموقع "ذا نيويوركر"، مفصلة طريقة التعامل مع الجثة: "نحاول ألا يخرج أي شيء من رئتي المتوفى أثناء لف الجثة". لذلك تضع منديلاً بين شفتي الجثة وورقة على وجهه. ثمّ تخلع واحداً من أزواج القفازات الثلاثة التي ترتديها، وتكلم الشرطة لفحص الجثة قبل نقلها وعرضها على طبيب شرعي. ثمّ تضع الجثة بمساعدة أحد العاملين معها داخل كيس بلاستيكي ويقفلانه ويضعانه على حمالة وينقلانه.
"قبل هذا الوباء كان العزاء في عملنا أن أحباء المتوفى بإمكانهم إلقاء التحية الأخيرة عليه ووداعه بطريقة لائقة، أما مع فيروس كورونا فالوضع سيئ جداً، لأننا عندما ننقل المتوفى ستكون آخر مرة تراه أسرته".





المساهمون