عادلة العايدي.. قارئة فخر النساء زيد

04 نوفمبر 2017
(فخر النساء زيد في منزلها)
+ الخط -
على غلاف كتاب "فخر النساء زيد: فنانة العوالم الباطنية"، عبارة تقول "فنانة حياتها لا تشبه حياة أخرى". العمل صدر بالإنكليزية مؤخراً عن Art / Books في لندن، وهو للناقدة الفلسطينية الجزائرية عادلة العايدي هنية، واحدة من تلميذات التشكيلية التركية فخر النساء زيد (1901-1991).

يقدّم الكتاب خلفية اجتماعية لسيرة فخر النساء زيد، فهي أميرة عراقية بحكم الزواج من الأمير زيد بن الحسين شقيق ملك العراق فيصل الأول، وأردنية بحكم وضعها الأُسري اللاحق وإقامتها الطويلة في الأردن. هذه الوقفة عند تاريخها العائلي تضيء، وفقاً للكاتبة، على الطبقة والأجواء التي كانت تتحرك فيها واحدة من أبزر فنانات الحداثة في تركيا والمنطقة، والتي أصبحت لاحقاً من فنانات "مدرسة باريس الجديدة" أو مدرسة "الفن التجريدي الغنائي"، حيث بدأت تعرض أعمالها في باريس في النصف الأول من الخمسينيات.

تلفت العايدي إلى أن هذه الخلفية الأرستقراطية والطبقة الملكية التي انتمت إليها زيد، لم تحد من طموحها كفنانة، فقد انحازت إلى تجربتها الفنية ورسمت لنفسها مساراً متفرداً، أصبحت تعرف من خلاله بأعمالها التي أقرب ما تكون إلى حقول بصرية من الألوان والأشكال والزخارف وأسلوبها التجريدي وعالمها اللوني الحار والحيوي.

هذه الخصائص في عملها، كما تشير ملاحظات العايدي على فن زيد، تدل على المفهوم الذي تحاول الفنانة تحقيقه، وهو أن الفن اندفاع مستمر قدماً تحرّكه الحاجة الروحية لدى فخر النساء لنقل صورةعن للرحلة الداخلية النفسية.

العايدي التي وضعت نواة هذا الكتاب بالتزامن مع معرض استعادي أقيم لفخر النساء زيد في متحف "تيت" اللندني هذا العام، اطلعت على مجموعة الأوراق الخاصة للفنانة وأرشيفها الشخصي، والتي لم تتح لغيرها من الباحثين، لتكتب قصة الفنانة تشكيلياً بالتقاطع مع سيرتها الشخصية وتنقلها منذ بداياتها حتى العقود الأخيرة من حياتها حيث كانت تعيش وتدرّس الفن في الأردن، بعد أن أسست "معهد فخر النساء زيد للفنون الجميلة" عام 1976.

تقدّم العايدي قراءة جديدة لعوالم فخر النساء زيد وتفكك كثيراً من التصوّرات النمطية حول مسيرتها الفنية ولا سيما في قراءات نقّاد الغرب لفنّها. إذ لم تقم زيد - بحسب الناقدة - بالانطلاق من الفن العربي والإسلامي أو االبيزنطي كما تهيأ لبعض نقّاد تلك الفترة، ولم تقم بـ"تحديث" هذا المزيج عن قصد، ولم تكن كثيرة الحسابات بهذا المعنى؛ فأعمالها كانت لوحات فنانة انطباعية متداخلة الهويات والمؤثرات وراغبة بقوة في التجريب.

دلالات
المساهمون