نشر موقع "ديلي ميل" البريطاني جزءاً من قصّة الشاب السوري يحيى فروخ (21 عاماً)، العامل في أحد المطاعم، الذي اعتقل عقب تفجير بارسونز غرين في لندن، ليلة السبت الماضي عقب إنهائه دوام عمله، وأشار إلى أنّ عائلته لا تصدق تورّط ابنها بالتفجير، وتصرّ على براءته وعلى حبه لبريطانيا.
وغادرت العائلة دمشق من سورية التي مزّقتها الحرب في عام 2012، وانتقلت إلى مصر. بيد أنّ الابن يحيى فروخ ركب زورقاً إلى إيطاليا في عام 2013، بعد أن تراكمت خيبات أمله في الحياة في مصر. وانتقل بعد ذلك إلى مخيم كاليه الفرنسي، ومنه وصل على متن شاحنة إلى بريطانيا.
وفي حديث مع صحيفة "ذا صن" قالت إحدى قريباته، التي تعيش في قرية ترهيجدن في جنوب هولندا، إنّ يحيى وصل مع صديقه إلى بريطانيا على متن شاحنة، وإنّه لم يكن يريد البقاء في مصر، كونه شعر أنّ لا مستقبل له هناك، مشيرة إلى أنّه جاء إلى هولندا لزيارتهم خلال فترة الأعياد وبعد وفاة والده.
وأعلنت شرطة اسكوتلانديارد عن إلقاء القبض على رجل ثالث الليلة الماضية، على علاقة بهجوم بارسونز غرين. وجاء اعتقال الشاب يحيى البالغ من العمر 25 عاماً، أثناء غارة لجهاز مكافحة الإرهاب في نيوبورت جنوب ويلز بعد السابعة من مساء أمس الثلاثاء. ووصف شهود عيان أن ضباط الشرطة هاجموا الشاب ووضعوه في السيارة وانطلقوا به بعيداً.
وألقي القبض صباح اليوم أيضاً على رجلين أحدهما يبلغ من العمر 48 عاماً والآخر ثلاثيني في نيوبورت.
وكشفت صور تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي، عن زيارة فروخ لزملائه اللاجئين السوريين في اسكتلندا قبل عام من الهجوم المخطط له، يبدو فيها متمتعاً بركوب العبّارة إلى جزيرة بيوت في يناير/كانون الثاني عام 2016، كما يظهر في إحداها واقفاً مبتسماً إلى جانب طفل صغير.
وتبيّن أيضاً أنّ المشتبه به، الذي يجري استجوابه حالياً في مركز شرطة جنوب لندن، قام بالرحلة مع ابن عمه أبو زيد، الذي يعيش في جرينوك شرقي غلاسكو. حيث نشر صورة لهما على متن الحافلة وكتب:" كان وقتاً طيباً مع ابن عمي". ليجيبه ابن عمه:" الله يجعلك سعيداً ابن العم ويحميك".
وفي الوقت الذي يصرّ فيه شقيق فروخ على براءة أخيه، يؤكّد ابن عمه أنّه "شاب طبيعي كغيره من الشباب في سن الـ 21 يدخن ويقابل الفتيات ويذهب إلى الأندية".
أمّا عملية اعتقال فروخ، فنفذتها الشرطة السرية، التي تنكّرت بمظهر متسولين ينتظرون الحافلة، خارج متجر علاء الدين للدجاج المقلي غرب لندن، حيث يعمل الشاب.
وفي حديث إلى "ميل أونلاين" قال شقيق فروخ من مصر، إنّ يحيى بريء وإنّه شاب جيد، يعمل في مطعم لكسب لقمة العيش، وإنّه لا يمكن أن يؤذي أحداً. وتابع أنّ والدهم، ربّاهم على الأخلاق العالية ويحيى لم يختلط أبداً مع الأشخاص السيئين أو المسلحين أو جماعة داعش.
كذلك قالت شقيقته صفاء، إنّ أخاها لن يضر ذبابة، وإنّ أخبار اعتقاله أدّت إلى نقل والدتها إلى المستشفى في القاهرة نتيجة أزمة قلبية.
وأضافت صفاء، أنّهم سبعة إخوة، توفي والدهم قبل بضعة أشهر، وهم الآن مدمرون بسبب أخبار اعتقال يحيى. وأوضحت أنّهم غادروا سورية منذ خمس سنوات وهم يعيشون في القاهرة مذّاك، لكن يحيى أراد بدء حياة جديدة في أوروبا.
ويبدو أنّ لا أقارب لفروخ في بريطانيا، سوى ابن عمه أبو زيد، الذي يعيش في شرق غلاسكو. كما أنه التقى الأقارب مرّتين العام الماضي، مرة في اسكتلندا في يناير/كانون الثاني 2016 ومرة في لندن في فبراير/شباط 2016.
وقال صديق مقرب من عائلة فروخ أمس، إنّ يحيى كان يخرج برفقة الأشخاص الخطأ، وكان غاضباً بعد أن رفض مسؤولون بريطانيون السماح له بمغادرة البلاد لحضور دفن والده. وأوضح زملاء له أنّه كان يائساً بسبب عجزه عن السفر إلى مصر بسبب وضعه كلاجئ في البلد.
من جهته، قال صاحب المتجر الذي عمل لديه فروخ مدة تسعة أشهر، إنّه كان شاباً هادئاً يقوم بعمله، لكنّه كان حزيناً جداً على وفاة والده. وبعد اعتقال فروخ، تمّ لفّه بالبلاستيك الشفاف، في محاولة للحفاظ على أي آثار للمتفجرات. وتظهر لقطات درامية لحظة إلقاء القبض عليه، وصراخه:" أنا آسف، أنا آسف".